قامت الدنيا ولم تقعد،انتفض مجتمع الطبقة الراقية،انطلقت أجراس الخطر داخل المجتمعات المغلقة تحذيرا من خطر يحدق بفلذات الأكباد،ليسود الذعر ويخيم الاكتئاب على جلسات الصفوة فى الأندية والمنتجعات والمصايف السبعة نجوم !
فجّر هذه الحالة قرار وزير التربية والتعليم بضم اللغة العربية والتاريخ للمجموع وتدريس التربية الدينية لطلاب المدارس الدولية،ليخرج بعض أولياء الأمور إلى السوشيال ميديا يصرخون وكأن حياة أبنائهم باتت فى خطر،يطالبون الوزارة بإلغاء القرار فورا وعدم العبث بمقدرات التعليم!
لم يؤرق السادة أولياء الأمور سوى ما يعتبرونه أعباء أضيفت إلى أبنائهم،وإنفاقا جديدا على الدروس الخصوصية،دون أن يفكروا لحظة فى مقتضيات القرار الذى أعتبره لا ينفصل عن أمن مصر القومي،وتكريسا للدستور،وداعما لسيادة الدولة المصرية على أرضها.
وفى رأيى تأخر هذا القرار كثيرا،لكن كالعادة نقول:أن تأتى متأخرا خير من أن لا تأتى أبدا،فتدريس اللغة العربية والدين والتاريخ أساس راسخ فى تربية النشء،وحق دستورى لكل طالب دون تمييز بين المدارس الحكومية أو التجريبية أو الدولية،فجميعهم أبناء وطن واحد،والمسئولية جماعية على الأسرة والمدرسة ودور العبادة لغرس الانتماء للوطن ومحبته لدى الأبناء،وتنشئتهم على الالتزام الدينى وبأخلاقيات الكتب السماوية،والارتباط بلغة الأجداد،وبتاريخ وطنهم وأمتهم العربية والإسلامية.
لقد دفع المجتمع الكثير بسبب حالة اغتراب مخيفة يعيشها بعض المراهقين وصغار السن بسبب غزو السوشيال ميديا لمجتمعهم وجلساتهم،وباتت مستحدثات الغرب وتقاليعه سالبة لعقولهم وموجهة لسلوكيات تتنافى مع قيم مجتمعاتنا،حدث ذلك فى غفلة من الجميع حين تراجع دور الأسرة فى المتابعة والتوجيه،وغلبت المصالح المادية على العلاقات بين الأفراد،وحين تحولت المواد الدراسية التى ترسخ الالتزام الدينى والانتماء للوطن والارتباط بلغتنا العربية،إلى مجرد مواد ثانوية لا تمثل أهمية عند تقرير مستقبل الطالب !
حاول البعض تعميم ثقافة تروج لأسلوب الحياة داخل المجتمعات المحاطة بأسوار أو الـ(كومباوندز)،وفيما بين تجمعات الطبقة المخملية،حيث يميل هؤلاء لفرض نوع من التمييز بين أبناء الوطن ومنها الترويج لمناهج دراسية مستوحاة من الغرب ونبذ المناهج التى ترسخ الانتماء والوطنية،فجاء قرار وزارة التعليم لضبط هذا الجنوح !
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: