يبدو أن اللعب بالمصطلحات، وتغليب المراحل، هو سيد الموقف الآن. حيث روج الإعلام الأمريكى، للتوصل إلى اتفاق مع نيتانياهو بشأن محور فيلادلفيا، إلا أن الأخير سارع إلى نفى ذلك، ما يطرح تساؤلات بشأن تمسك قادة الاحتلال به. ما يجرى هو تركيز على موضوع فيلادلفيا، وتصويره كأنه «العقدة» أمام الاتفاق، التى يجرى العمل على حلها، بينما العقدة الأساسية هى وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع بما فى ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا. إن معبر رفح، ليس قضية فلسطينية فقط، بل فلسطينية - مصرية أيضا. حيث يكمن الاهتمام المصرى بموضوع المعبر، فى كونه مصريا فلسطينيا. وبالتالى تؤكد مصر استحالة قبولها وجودا إسرائيليا فى معبر رفح، وكذلك فى محور فيلادلفيا. يريد نيتانياهو من خلال السيطرة على هذا المحور، تحقيق إنجاز تاريخى يسجل باسمه. إذ من الواضح أيضا، أنه يريد إعادة احتلال غزة، عبر الحديث عن حضور هنا وسيطرة هناك. وهو بعد ما فشل فى تهجير الفلسطينيين، يسعى التفافا لإبقاء السيطرة الإسرائيلية، وحرية العمل العسكرى والأمنى قائمتين فى القطاع. يوسع نيتانياهو، من حجم العدوان على الشعب الفلسطينى، ويصعد فى الضفة، التى يبدو أنها دخلت ضمن خططه بضمها وتحقيق إنجاز له فيها. كل هذه المشاريع والخطط، التى يسعى نيتانياهو، لتحقيقها ودخول التاريخ من خلالها تستند إلى استشعاره الدعم الأمريكى القوى، والذى تجسد بالحشد العسكرى غير المسبوق فى المنطقة، عبر حاملات الطائرات والأساطيل. فالتحرك الأمريكى المنطلق من الرغبة فى كسب رضا وتأييد الداعمين لإسرائيل، من الناخبين الأمريكيين، يحاول نيتانياهو، استغلاله وتوريط الأمريكيين فى حروب، يحقق من خلالها طموحاته الشخصية والسياسية. فإلى أى مدى ستجاريه الإدارة الأمريكية فى ذلك؟.
لمزيد من مقالات إبراهيم النجار رابط دائم: