«آعد كتابة هذه العبارة بالخط النسخ ثم الرقعة.. وغير مايلزم»، كان هذا دائما السؤال الأخير فى امتحان اللغة العربية منذ سنوات طويلة، حيث يبدع بعض الطلاب فى الكتابة بخط جميل.
فى هذا الزمن الجميل كانت هناك حصة أسبوعية خاصة بالخط، حيث يدخل مدرس اللغة العربية ويقوم بكتابة عدة جمل على السبورة بخطه الواضح والجميل مع شرح بسيط لكيفية الكتابة بالخطين الرقعة والنسخ.
وعندما كنت تريد كتابة خطاب لشخص يهمك تبحث عن صاحب خط جميل لكتابته، حرصا منك على توصيل رسالتك بشكل قوى ورصين.
بالتدريج واتباع سياسة الخطوة خطوة، تم إلغاء حصة الخط ثم الامتحان نفسه، لنكتشف بعد سنوات أن غالبية أبناء الجيل الجديد يكتبون بخط غير مقروء عبارة عن حروف عربية قاموا بتوصيلها على طريقة السلم والثعبان.
الأمور زادت سوءا بعد دخول الكمبيوتر والمحمول، تم الاعتماد بشكل تام على الكيبورد فى الكتابة ـ سواء فى الامتحان أو إرسال الرسائل ـ لتصل رسالتك بخط الكمبيوتر الواضح والجميل.
اهتم المصريون القدماء بكتابة تاريخهم على جدران المعابد برموز تم فكها بعد آلاف السنين لنكتشف أنها بمثابة حروف وكلمات تمت كتابتها باللغة الفرعونية بخط جميل وواضح، بل ملون على بعض الجداريات لنعرف بعض أسرار الحضارة الفرعونية القديمة.
الخط العربى هو عصب اللغة التى أهملناها، وأصبح كل الاهتمام باللغات الأجنبية، فتجد أغلب الشباب قد يجيدون التحدث بلباقة ولكن عند الكتابة تجد رموزا صعب فكها وتفسيرها، فهل سيأتى من يفك رموزها ولو بعد حين.
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: