لم يعد الزواج هو السنة الكونية الاجتماعية الإلهية الحميدة على الأرض، بل تحول إلى أرض خصبة للخلاف ومؤنة لساحات المحاكم التى تعج يوميا بقضايا من هذا النوع.. ما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، عن عدد حالات الطلاق فى البلاد الذى سجل 269.8 ألف حالة مؤخرا أمر ينذر بكارثة اجتماعية كبيرة وهدم للبنيان الانسانى الذى اختصه الله بعمارة الأرض والكون. ارتفعت معدلات الانفصال والطلاق فى مصر للحد الكبير التى يمثل جرس إنذار خطيرا. ولعل من وجهة نظر أساتذة الاجتماع وعلماء النفس فان ارتفاع معدلات الطلاق يرجع الى عدة عوامل من بينها التسرع وعدم التأنى والروية فى اختيار شريك الحياة سواء من الزوج أو الزوجة أو من الاثنين، وهو ما يدفع الزوجين إلى إنهاء العلاقة خاصة فى السنة الأولى من الزواج، والتى ترتفع فيها نسبة الطلاق لأكثر من 65% وفق الاحصائيات الرسمية الحكومية، فتجد الشاب بعدما يستدين من الجميع ويُحمّل نفسه بأعباء تجهيزات وتكوين لمنزل الزوجية ولأسباب بسيطة لا ترقى للنقاش فى الأصل، يصل الأمر بينه وبين شريكة حياته الى طريق مسدود ويكون الخلاص المعهود فيه هو الهرولة الى المحاكم لإنهاء العلاقة والطلاق وهدم البنيان ناهيك عن عدوى مواقع التواصل الاجتماعى والتى تعتبر من بين الأسباب التى أدت إلى زيادة معدلات الطلاق فى مصر وتسهم فى إحداث أزمات كبيرة من الزوجين، بسبب المقارنات المستمرة مع الآخرين فى المعيشة واسلوب الحياة والمقدرة المالية وغيرها علاوة على تراكم الديوان والعجز عن السداد.. الأمر يحتاج الى عودة البشر الى ربهم والاعتصام بالدين الحنيف والفهم الصحيح لـ«وجعل بينكم مودة ورحمة».
لمزيد من مقالات سامى خيرالله رابط دائم: