فى تقديرات الأمم المتحدة، يعد عام 2003 هو الأكثر دموية فى تاريخ العمل الإنسانى الذى بدأ مع دعوات الحياد فى مناطق الصراع لحركة الصليب الأحمر فى منتصف القرن التاسع عشر، وهو ما أعقب دخول القوات الأمريكية العاصمة العراقية بغداد لإحكام القبضة على البلاد بعد القضاء على رموز النظام البعثى تحت دعاوى استخدام السلاح الكيميائي، حيث كانت المدينة مسرحًا لأكثر المشاهد قسوة فى تاريخ الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية التى انتشرت فى أنحاء البلاد للتخفيف من آثار الحصار السابق والغزو الأمريكي، ليصبح يوًما فارقًا لم يعد بعدها العالم إلى سابق عهده ليصبح العمل الإنسانى مغامرة غير محسوبة العواقب.
فى ذلك العام وبعد نحو أربعة أشهر من انفجار الوضع فى العراق، أصاب الأمم المتحدة ما لم يتوقعه أحد حيث شهد التاسع عشر من أغسطس هجومًا بشاحنة مفخخة -تبنته القاعدة وجماعة أبى مصعب الزرقاوى- على فندق القناة فى بغداد بالعراق الذى اتخذته المنظمة مقرًا لإدارة أعمالها مما أسفر عن مقتل 22 عاملا فى مجال الإغاثة الإنسانية من جنسيات مختلفة، منها العراق والأردن وأمريكا والفلبين وكندا وإنجلترا، بمن فيهم المبعوث الأممى فى العراق -وقتئذ- البرازيلى سيرجيو فييرا دى ميلو ورئيسة فريق عمله المصرية نادية يونس، إلى جانب سقوط عشرات الضحايا، وتهدم الجزء الشمالى من الفندق، وهو ما أعقبه انسحاب الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية كالصليب الأحمر للعمل عن بعد، متخذة من العاصمة الأردنية عمان مقرًا لها.
وفى عام 2008، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة التاريخ نفسه ليكون يوما عالميا للعمل الإنسانى لتكريم عمال الإغاثة والتذكير بأهمية دورهم وتأكيد ضرورة الحفاظ على سلامتهم وأمنهم.
رابط دائم: