ست البيت فى زمن «سى السيد» كانت لديها مهام قتالية يومية بحكم منصبها، فهى تجهز الإفطار لأسرتها، وبعد ذهاب الزوج لعمله والأولاد لمدارسهم، تبدأ عملية تنظيف البيت بأدوات بدائية خاصة عند غسيل الملابس أو تنظيف الأرضيات، وتقوم بعدها بتجهيز الغداء، فالزوج والأولاد يعودون فى الساعة الثانية تقريبا. الحل الوحيد أمام ست البيت للخروج من هذا النفق المظلم كان الخروج للعمل فستقضى معظم يومها خارج المنزل، وليست مطالبة بعمل شغل البيت فهى شقيانة طوال اليوم فى عملها، ومع ظهور بعض الفتاوى التى لا تلزم المرأة بخدمة زوجها وأولادها. تغير الحال تماما فى زماننا الحالى وهذا على لسان بعض السيدات العاملات ـ فأصبح الأفضل لهن قعدة البيت، المهم أن تجدى الرجل الذى ينفق عليك ويحقق طلباتك ، فمع دخول التكنولوجيا الجديدة مثل غسالات الملابس والأطباق الأوتوماتيك، والمكنسة الكهربائية، والبوتاجاز البلت إن والميكرويف، أصبحت مهام ست البيت سهلة، ويمكن إنجازها فى وقت ضئيل، لتبدأ يومها الخاص بعد ذلك سواء فى مشاهدة التليفزيون أو الموبايل أو الخروج مع صديقاتها، فهى تعرف جيدا أن زوجها لن يعود قبل الثامنة أو بعد ذلك، فهو يعمل ساعات إضافية من أجل تلبية مطالبها.
أما الخروج للعمل فهو ضغط عصبى وبدني، يجعل المرأة تعود فى نهاية اليوم منهكة، وتشعر بعد سنوات أن عمرها قد سرق منها دون أن تستمتع به. المرأة المصرية حاليا هى الرابح سواء كانت ست البيت أو امرأة عاملة، أما الرجل فهو دائما يكتفى بالتمثيل المشرف بسبب خسارته المعتادة.
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: