تتعرض اللغة العربية، التى تُعد من أكثر اللغات المحكية حول العالم، ويتحدث بها 274 مليون شخص، علاوة على كونها تحتل المرتبة الخامسة بين اللغات العشر الأولى، إلى محاولات للقضاء عليها وطمسها بداية من هجر الشباب لها وتفضيل لهجات العُجم عليها، باعتبار هذا الأمر نموذج التحضر والعصرية، فى حين اعتمدتها منظمة اليونسكو لغة عمل رسمية منذ عام 1968 بوصفها أداة للتعبير ووسيلة لحفظ حضارة الإنسان وثقافته حول العالم، ومما يدمى القلب أن الأجيال الشابة فى الدول العربية تتهرب من استخدام اللغة العربية فى الحديث والكتابة والتواصل، ويفضّلون عليها التفوه بالفرنسية والانجليزية وغيرهما من اللغات الأخرى فى حين يقضون بأيديهم على موروثاتهم التاريخية التى أصبحت فى مهب الريح، وعلى رأسها اللغة العربية، لغة القرآن ومن ثم العمل على تدهور الموروث الثقافى واللغة العربية وتغيير العادات والتقاليد ليسهل اختراقها بسهولة من جانب الغرب.. ان اللغة العربية تواجه محاولات لاضعافها وللأسف يكون عبر الجيل الحالى من الشباب من خلال إدخال أفكار وعادات وتقاليد مصدرة لهم من الخارج عبر المسلسلات المدبلجة باللغة المحكية، وليست العربية الفصحى، ولعل ما ينذر بكارثة هو أننا نجد أنفسنا أمام جيل كامل لا يجيد التحدث بالعربية ويعانى ضعفا شديدا فى النطق بها بل والأدهى أنهم يبغضون لغتهم الأصلية، وهم لا يعلمون أن اللغة العربية كانت لغة العلوم وعنوان النهضة وأقبل على دراستها أهل المشرق والمغرب، ناهيك عن هبوط وتدنى مستوى اللغة العربية فى وسائل التواصل الاجتماعى, اذ خسرنا كثيراً بسبب انزواء لغة القرآن وإبعادها وتهميشها عن المشهد.
لمزيد من مقالات سامى خيرالله رابط دائم: