رئيس الحكومة الإسرائيلية نيتانياهو(الأطول عمرا بالمنصب) بين أقرانه، لا يغفل وسيلة يمكن أن تبقيه بالمنصب، فهو يتفنن فى مد أمد العدوان على غزة، يعرقل بلا كلل جهود الهدنة،لأنه يعلم تماما ما ينتظره عند انتهاء الحرب، وإعادة فتح ملف الفساد فى وجهه.
لم يفوت نيتانياهو محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق ترامب قبل أيام، فهو بارع فى اقتناص الأحداث التى تخصه أو تخص غيره، فإن كان مقبولا أن يستغل المرشح الرئاسى الجمهورى الأمريكى محاولة اغتياله لجذب التعاطف وضخ المزيد من الزخم لحملته الانتخابية، لكن ما مبرر نيتانياهو للقفز فوق الحدث؟. بمجرد أن انتهى نيتانياهو من اتصاله الهاتفى مع ترامب للاطمئنان عليه، أوعز إلى الوزراء المقربين منه ومساعديه خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي، توظيف محاولة اغتيال ترامب للترويج لمزاعم التحريض ضد نيتانياهو نفسه من جانب معارضيه فى إسرائيل.
وسعيا لتعظيم الحبكة الدرامية، شاهد أعضاء الحكومة الإسرائيلية مقطع فيديو، يشمل مجموعة متحدثين يصفون نيتانياهو بأنه (عدو الشعب)، لتزداد الجلسة سخونة ويهب الوزير بالحكومة ياريف ليفين قائلا: إنها معجزة.. إن ما حدث فى الولايات المتحدة لم يحدث (هنا) حتى الآن، وتؤيده زميلته ميرى ريجيف بقولها: التحريض ضد رئيس الحكومة يتراكم، الديمقراطية لا تعنى حرق الطرق، ولا أن يضعوا لرئيس الوزراء صورة ويداه ملطختان بالدماء، نحن نواجه واقعا مستحيلا !
وبعد الجلسة الصاخبة لحكومته التى اعتبرها تصويتا بـ(طول العمر له)، طالب نيتانياهو بأن تبحث الجلسة القادمة نفس القضية(التحريض ضده) بوجود ممثلين عن جهات تطبيق القانون، والمستشارة القضائية للحكومة، وجهاز الشاباك،بالرغم من أن المظاهرات شبه اليومية لأهالى الأسرى الإسرائيليين فى يد حركة حماس، وهتافاتهم منذ 9 أشهر وتحميلهم نيتانياهو شخصيا المسئولية عن أرواح ذويهم، لم تهز الرجل وتدفعه لإظهار أن حياته مهددة، لكن يبدو أن حادثة ترامب أحيت لديه أفكارا انتهازية !
نيتانياهو وأعوانه القلقون على حياته ربما يتناسون الاتهامات المتكررة إليه من جانب اليسار الإسرائيلى بالنفخ فى نيران التحريض الذى أدى إلى اغتيال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، أو على الأقل المساهمة فى المناخ السياسى التحريضى الذى أدى إلى القتل لإيقاف عجلة السلام ومنع عودة الحقوق للفلسطينيين.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: