(وجع القلب) أسقط اللاعب أحمد رفعت على البساط الأخضر،فأوجع قلوبنا.عاد اللاعب للحياة لكن ملك الموت كان يلازمه منذ العودة المؤقتة، ولا يغلى أبدا على خالقه،راح وارتاح وترك الوجع فى قلوبنا ملتهبا،وكأن الفرحة فى حياتنا باتت غالية !
نتفهم صعوبة الحياة واعتدنا الصبر والتشبث بالأمل، فبلادنا لا تعيش بمعزل عن عالم يعاني، لكن يفر الكثيرون منا إلى كرة القدم لعلها تخفف عنا، لنستهلك معها مخزونا من الطاقة السلبية، لكنها تبدو وكأنها استجارة بالنار من الرمضاء! لا نمارس كرة القدم الممتعة بالأداء المحترف الذى يعرفه من حولنا، من خبروا كرة القدم على يد روادنا، بعد أن انتقلت مواجهاتها من المستطيل الأخضر إلى ساحات المحاكم بالداخل والخارج حتى تراكمت قضايا ما نمارسه ونطلق عليه كرة قدم فى أدراج (الفيفا) والمحكمة الرياضية الدولية، لتتحول اللعبة إلى منبر ملتهب للعراك والاشتباك بين عناصر المنظومة، بعد أن سيطرت على العقول شكوك واتهامات علنية ومبطنة بالمحاباة لبعض الأطراف!.
لن نخوض فى قضية جدلية تتعلق بانتماء اللاعبين للفانلة، فكرة القدم فى العالم باتت اقتصادا الولاء فيها لمن يدفع أكثر، لكن ترى العجب من أندية عندنا ترفض الخضوع للاتحاد الوطنى وتعلى مصلحة النادى على مصلحة الوطن، وهو أمر غير مسبوق لا تعرفه أعظم دول العالم احترافية فى إدارة كرة القدم، فلا عجب بعد ذلك أن ترى مسابقة دورى غير معروف متى تنتهي، الملل والإنهاك أصاب الجميع، مباريات مضغوطة بلا طعم تلعب بعضها فى قيظ الظهيرة، والمبرر الجاهز ضغط الارتباطات الدولية، وكأن دوريات العالم التى انتهت منذ شهرين وتستعد لموسم جديد غارقة فى المحلية ! فى مصر لا نمارس كرة القدم وحدها، بل نمارسها بمشتملاتها السيئة، التعصب والتنمر والكراهية، ولم يعد أحد يبحث عن إصلاح منظومة الكرة أو استحداث أدوات مبتكرة فى إدارتها، سعيا نحو منافسة حقيقية فى البطولات تتجاوز القالب الجامد(التمثيل المشرف)، ولا تتعجب بعدها من أن دولة رائدة مثل مصر تأهلت لكأس العالم 3 مرات فقط،وأن معتركنا الحقيقى البطولة الإفريقية يغيب كأسها عنا منذ 14 عاما.ارتاح رفعت رحمه الله لكنه ترك لنا وجع القلب!.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: