يتحدث الاحتلال الإسرائيلى، عن مرحلة ثالثة لحربه فى غزة. ما شكل هذه المرحلة، وما الهدف منها، وكيف تستعد فصائل المقاومة لها؟. نهاية للعدوان أم بداية أخرى له. هى نتيجة المرحلة الثالثة من الحرب، التى تروج إسرائيل لتدشينها فى الأيام المقبلة. ينوى الاحتلال، على ما يبدو، اعتماد إستراتيجية «جز العشب»، على طريقة العمليات الانتقائية، وتشديد الحصار، مع تنقيط المساعدات من أجل خنق القطاع ببطء، بذريعة تطوير العملية العسكرية. يبدو أن هذه المرحلة تشبه فى توصيفها شخصية نيتانياهو، المراوغة والماكرة. فهى لا تشمل الانسحاب من محور فيلادلفيا، بل تعزز الحضور الإسرائيلى فى محور نتساريم. ولا توقف القتال أو الاغتيالات. فماذا تعنى هذه المرحلة بشكل واضح؟ تعنى بشكل واضح، استمرار الحرب على القطاع والمقاومة، بـ قالب جديد، يعفيها من إعلان فشلها فى مراحلها السابقة، ولا سيما استعادة الأسرى والقضاء على حماس. هكذا يهرب نيتانياهو، من إعلان الهزيمة ومن صفقة بايدن، ومن اليوم التالي. ويمضى قدما فى حربه التى ترضى المتطرفين وتسكت المعارضة، وتعيد رسم الدوائر والأسئلة حول المواجهة فى الشمال. ربما هى مراوغة لإطالة المواجهة فى غزة، وربما هى أيضا بداية النزول رويدا رويدا عن الشجرة، بعد ما وصل نيتانياهو، إلى طريق مسدود. فراح يبحث عما يسعفه قبل مواجهة مصيره. على أى حال، فإن حيل نيتانياهو، لن تنطلى على المقاومة، التى ترى أن بداية الغيث، هى فى وقف القتال والانسحاب من غزة. وإذا كانت لعبة نيتانياهو، فى الهروب إلى الأمام، هى فى اختراع المراحل وترقيمها. فإن الثالثة عادة ما تكون ثابتة. والثابت عند المقاومة، هو الانتصار.
لمزيد من مقالات إبراهيم النجار رابط دائم: