دعوة عائلية ـ عندما كنا صغارا فى منتصف السبعينيات ـ لحضور حفل زفاف فى إحدى قرى الصعيد، وكان الاحتفال عبارة عن قسمين، الأول خارج المنزل ويخصص للرجال حيث يقدم لهم شربات الفرح والسجائر فى صمت تام، وقسم داخل المنزل للنساء حيث يتم الرقص والغناء بعيدا عن تطفل رجال المعازيم.
تمر السنوات ليتغير المشهد، سواء فى الصعيد أو القاهرة، أو أى مكان فى مصر، فخرج الناس من البيوت والأسطح إلى القاعات الفخمة، سواء داخل الفنادق أو خارجها، وتطورت مراسم الفرح من مجرد جلوس المعازيم والعروسين فى وقار طوال الحفل إلى وصلات رقص شرقى عنيف تبدأ بأصحاب العروس والتى تدخل معهم فى وصلات تحد لتجد نفسها قد تحولت لراقصة شرقية من الدرجة الأولى أمام زوجها وأهلها والناس جميعا.
لن نتحدث عن الحلال والحرام أو مبررات أنها ليلة العمر وخللى الناس تفرح، ولكن أين المروءة من كل هؤلاء الذين يعيشون هذه اللحظات المحرجة بل يشاركون فيها وسط تطبيل وتصفيق وفرحة بمواهب العروس التى تم اكتشافها ليلة فرحها.
الأفراح سواء الشعبية أو الخمس نجوم أصبحت نسخة واحدة مع اختلاف الأماكن، فالمعازيم يتركون مقاعدهم ليلتقوا فى مساحة ضيقة جدا لتبدأ فقرات إبراز المواهب فى الرقص والغناء.
من صفات المروءة كمال الرجولة وصيانة النفس، فلماذا لا نعود إلى أفراح الزمن الجميل حيث كان العروسان ـ حتى لو كانا من الطبقة الغنية أو الأمراء ـ يجلسان فى وقار واحترام حتى نهاية الزفاف السعيد بدلا من البهدلة والصراخ والعنف فى هذا الزمان.
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: