المرء دائما مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلم ظهرت جُل عيوبه. وقديما قال أحد حكماء العرب، لشخص يتحدث عن خصاله وأمجاده، فقال له: تكلم حتى أراك، لذلك يعد أخطر ما يملك الإنسان فى جسده هو اللسان، فما ينتجه اللسان من حروب وشرور تحدث كوارث، وإن كان أضعف عضلات الجسم هو اللسان إلا أنه يخرج نيرانا وكوارث تلازم الشخص طوال حياته، فهو بمثابة القنابل الذرية التى تطيح بالمجتمعات صغيرة كانت أو كبيرة أسرية أو دولية. واللسان قد يؤجج معارك ويشعل نيرانا بين المجتمعات ويلعب دوراً خطيراً داخل المجتمعات والأسر.. وباللسان ضجت ساحات المحاكم بالأزمات والمشاكل الأسرية والاجتماعية، واستعرت الحروب بين الدول والبلدان جراء كلمة.. وقديماً قالوا: لسانك حصانك ان صنته صانك وان هنته هانك .. ولعل هذه العضلة الضعيفة فى جسد الانسان قد تؤدى به الى أسفل المراتب وربما تزج به فى غياهب السجون، ومرمى نيران النقد فى المجتمعات، ولا ضير فى ذلك فهناك زلات لسان أطاحت بأصحابها خلف القضبان وخارج السلطة والشهرة، وهناك أمثلة كثيرة عن وزراء سابقين فى مصر دفعوا ثمناً باهظاً لزلات ألسنتهم وهم لا يدرون. وعالمياً لم يسلم الزعماء من القصف بسبب ألسنتهم خاصة الموقف المحرج الذى تعرض له ماكرون ورئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير والرئيس الأمريكى السابق كيندى الذى قال عبارته الشهيرة: أنا برلينى، وكذا جيمى كارتر.. وقديما قالوا إن انحطاط المجتمعات يأتى غالباً من انفلات هذا اللسان داخل الشارع فيتحول من مجتمع هادئ مطمئن مسالم الى مجتمع متوتر وأرعن عنوانه قلة الحياء والضغينة والإجرام.. فاللسان عنوان الأدب والاحترام والتقدير.
لمزيد من مقالات سامى خيرالله رابط دائم: