رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

التأييد الغربى المتفانى لإسرائيل

بعد ساعات من مجزرة رفح فُجعت من مشهد نيكى هيلى، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، والسفيرة الأمريكية التاسعة والعشرين لدى الأمم المتحدة، والمرشحة الرئاسية السابقة، وهى تكتب على قذيفة مدفعية إسرائيلية «اقضوا عليهم».  خلال فترة عملها كسفيرة أوضحت نيكى هيلى تأييدها المطلق لإسرائيل.فعندما اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل طرحت مصر مشروع قرار ينتقد هذه الخطوة. عندئذ هددت هيلى المندوبين مباشرة كما بعثت برسالة إلى الوفود محذرة من سيصوت ضد قرار الولايات المتحدة.
دائما وأبدا تعلن هيلى ولاءها لإسرائيل فهى التى قالت إسرائيل لا تحتاج إلينا نحن بحاجة الى إسرائيل. كما تكشف أحاديثها ولاءها المستميت فعندما سُئلت عن المكان الذى يجب أن يذهب إليه سكان غزة، كان ردها فليذهبوا إلى معبر رفح، ويجب على مصر أن تأخذهم.
لكن بكل إنصاف، نيكى هيلى ليست أسوأ من مئات المشرعين الغربيين الذين يدعمون إسرائيل بشكل أعمى. من رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس التى عرفت نفسها بأنها صهيونية كبرى الى الرئيس بايدن الذى قال: لقد واجهت مشاكل عدة مرات عندما قلت إنه ليس من الضرورى ان تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا. فأنا صهيوني. أنا لا أقدم اعتذارًا عن ذلك. هذه حقيقة. 
علاوة على ذلك، رأينا جميع رؤساء الولايات المتحدة امثال بوش، وأوباما، وكلينتون، وترامب وقد ارتدوا الكبة أو القلنسوة التى يرتديها اليهود المتدينون ليقفوا فى حزن واحترام عند الحائط المبكى.   لذا، فإننا نتساءل اليوم عن العوامل التى تحرك الموقف الغربى المؤيد لإسرائيل؟ لماذا لم يُدِنْ المشرعون فى الغرب انتهاكات القانون الدولى وجرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل؟ دعونا نفك رموز هذا التفانى الغريب.
هناك أسباب عدة مثل تحمل الغرب وطأة ذنب ما حدث لليهود خلال الحرب العالمية الثانية كما أن المسيحيين المتدينين منهم يؤمنون بعودة اليهود الى الأرض المقدسة توافقًا مع نبوءات الكتاب المقدس ثم يستند داعمو إسرائيل إلى فكرة أنها موقع غربى قيم يخدم المصالح الغربية فى الشرق الاوسط. والبعض الآخر يعتقد أن الغرب راضون بمهاجمة إسرائيل للفلسطينيين  وللعرب  نيابةً عنهم ويربطون هذا العنف بما حدث فى 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة. ولكن أهم الأسباب تكمن فى اللوبى المؤيد لإسرائيل وهو اللوبى الأكثر تنظيماً وقوة فى الولايات المتحدة. لا يوجد أى جماعة ضغط دينية أو سياسية تتمتع بموارد مكثفة وثقل مثل اللوبى الإسرائيلي. لذلك فإن الكونجرس الأمريكى ممتلئ بمؤيدى اللوبى الإسرائيلى الذى يدعم ويرعى فقط أولئك الذين يدعمون إسرائيل مما يخلق ولاءً قويا من شرعيين ذوى نفوذ وولاء مستفيضين.  لقد جمعت لجنة الشئون الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) الملايين منذ 7 أكتوبر الماضى ذهبت فورا للتحكم فى انتخابات الرئاسة 2024 وبالفعل لقد تلقت نيكى هيلى ما يقارب من مليون دولار من اللوبى الإسرائيلى فلا عجب أنها تظل  ممتنة للغاية.  بعد الاتهامات الموجهة إلى القادة الإسرائيليين من قبل المحكمة الجنائية الدولية، انفجر السيناتور ليندسى جراهام قائلا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تذهب الى الجحيم.  ووفقا لمنظمة اوبن سيكرتس غير الربحية فإن 1400 عضو فى الكونجرس الأمريكى قد تمت رعايتهم ومساعدتهم من قبل جماعات الضغط الإسرائيلية منذ 1990. غالبية الكونجرس يؤيد إسرائيل ووفقاً لصحيفة الجارديان حصل هؤلاء الاعضاء على 125 ألف دولار فى المتوسط خلال الانتخابات الأخيرة. كما أن اللوبى الإسرائيلى مدعوم بثروة هائلة فالعائلات الصهيونية تنفق بسخاء لتمويل الافراد والمنظمات المؤيدة للصهيونية فى الولايات المتحدة ودول غربية اخرى مثل كندا وبريطانيا. ديفيد أزريلى، رجل الأعمال الكندى الإسرائيلى الذى تبلغ ثروته أكثر من 3 مليارات دولار، خدم فى شبابه فى مجموعة الهاجاناه خلال حرب 1948.كما انشأ الكندى جيرالد شوارتز وزوجته مؤسسة هيسيج التى تقدم ملايين الدولارات سنويًا للذين يقاتلون فى الجيش الإسرائيلى ويغطون الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة للذين يرغبون فى البقاء فى إسرائيل للدراسة بعد إكمال خدمتهم العسكرية. ونتيجة لذلك، يواصل الكونجرس الأمريكى دعمه لإسرائيل وأصدر قرارًا مؤخرا يعلن أن معاداة الصهيونية هى معاداة للسامية والذى تم بأغلبية مدوية حيث وافق 311 ممثلا فى الكونجرس على القرار مقابل 14 غير موافق. بمعنى أن من ينتقد الصهيونية أو يرى خطأ فى سياسة تجويع إسرائيل للفلسطينيين فإنه معادٍ للسامية.
إنها قوة النفوذ والمال التى تترجم إلى آلية دفاع متحمسة مؤيدة لإسرائيل وتعمى هؤلاء المؤيدين من البصيرة.

لمزيد من مقالات عزة رضوان صدقى

رابط دائم: