رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

فى شأن الردع المصرى لمغامرات نيتانياهو

لأول مرة منذ اتفاق كامب ديفيد، تواجه العلاقات المصرية - الإسرائيلية، مثل هذه الحالة من الانسداد والتوتر وارتفاع منسوب الغضب من الجانب المصرى، بفعل الحسابات الخاطئة للجانب الإسرائيلى، ومغامرات حافة الهاوية التى يقدم عليه فى تل أبيب بنيامين نيتانياهو، جراء ممارسات القتل وحرب الإبادة الشاملة التى يقوم بها جيش الاحتلال، والتى فاقت فى أفضل التوصيفات والمقارنات جرائم الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكل ذلك بفضل النازيين الجدد الذى يعتلون حكومة الإرهاب والموت فى إسرائيل حاليا، حيث تتجلى روعة الأداء المصرى يوميا ومنذ الثامن من أكتوبر الماضى، فى رصد ووأد كل المخططات الصهيونية، عبر خطة تحرك مضاد لنسف مساعى تصدير أزمات الاحتلال فى غزة، إلى الحدود المصرية، بدءا من رفض تهجير الفلسطينيين قسرا أو تصفية القضية الفلسطينية، ناهيك عن المهمة الرئيسية للجانب المصرى وهى إنقاذ ٢٫٥ مليون فلسطينى فى القطاع من الموت جوعا ومرضا، والتصميم المصرى على ضرورة وحتمية فتح معبر رفح ودخول المساعدات الغذائية والإنسانية، ناهيك عن ضمان استمرار قوافل الإغاثة الطبية. وبشكل أوضح كان ما مر طيلة الأشهر السبعة الماضية أمرا، وما حدث خلال الأيام الماضية منذ التوغل الإسرائيلى فى منطقة رفح الفلسطينية، ورفع العلم الإسرائيلى فوق تلك البقعة الفلسطينية الملاصقة لحدود مصر أمرا آخر، حيث قررت مصر تغيير قواعد التعاطى مع حكومة الحرب فى تل أبيب، وغيرت إستراتيجية الصبر الاستراتيجى التى دشنتها طيلة الأشهر الماضية، خاصة خلال استضافة المفاوضات بين حماس والجانب الإسرائيلى، ولكن عندما تخالف تل أبيب شروط التفاهمات وقواعد الاشتباك بشأن الأوضاع فى رفح، يكون الوجه الآخر للدولة المصرية لردع تلك المخططات الإسرائيلية وفى الحال، وهذا ما حدث طيلة الأيام الماضية حيث حجم الرسائل والضربات السياسية والدبلوماسية المصرية المعلنة وغير المعلنة، جعلت إسرائيل ونيتانياهو يفكران فى ردود الفعل المصرية، وما يمكن ان يفعلوه غدا، بعد ان رفعت وصدرت القاهرة اللاءات والخطوط الحمراء، حيث كان الرفض المصرى بفتح معبر رفح فى ظل سيطرة قوات الاحتلال عليه من الجانب الفلسطينى، واعتبار وجودها قوة احتلال لا يمكن القبول بها، إضافة إلى رفض ومنع أى وجود عسكرى إسرائيلى بطول الحدود الفلسطينية - المصرية بما فيها منطقة ممر فيلادلفيا - صلاح الدين - إضافة إلى رفض أى نقاش أو لقاءات حوار مع الإسرائيليين بشأن احتلال رفح الفلسطينية، وكانت الرسائل المصرية التى كشفت عنها القاهرة الإخبارية على لسان أكثر من مصدر مصرى رفيع منذ إعادة احتلال رفح أقوى رسائل الغضب والرفض المصرى، وأفضل تعبير عن جوهر وتكتيك ورد فعل الموقف المصرى، واعتقد أن مضمون تلك الرسائل وصلت فى الحال إلى كل من يعنيهم الأمر فى تل أبيب.

الآن اقوى الرسائل جاءت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أمام القمة العربية الخميس الماضى فى المنامة، كانت أقوى المواقف العربية قاطبة عندما أطلق جملة تحذيراته لإسرائيل، محذرا من كارثة سياسات حافة الهاوية وأنها لن تجدى نفعا أو تحقق مكاسب، وكذلك مجددا الرفض القاطع لمصر بتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، وضرورة وقف المغامرات لتلك القوى فى إشارة إلى نيتانياهو الذى يريد خطف الإقليم والذهاب به إلى دوامة العنف والقتل والتدمير، فى إشارة واضحة لكل هؤلاء النازيين الجدد فى تل أبيب بأن تلك الممارسات والمخططات لن تَخَلق وضعا ولن تنشئ التزاما جديدا، طالما هناك قوى كبرى ومؤثرة وفاعلة كمصر فى الإقليم تمنع مثل تلك المغامرات، وبالتالى تلك المواقف الصلدة للدولة والقيادة المصرية ورسائل الغضب والردع المصرى تلك، هى التى جعلتهم فى إسرائيل يضعون أيديهم على القلوب ويعيدون التفكير جليا، فى سياسات نيتانياهو فى رفح وغزة بالكامل، حيث وجدنا أنفسنا طيلة الأسبوع الماضى نقرأ ونتابع صيحات الغضب فى محطات التليفزيون الإسرائيلية، لجنرالات وسياسيين سابقين يحذرون حكومة الحرب ونيتانياهو من إثارة الغضب مع مصر، ناهيك عن افتتاحيات الصحف ومقالات كبار الكتاب الإسرائيليين، تطلق أبواق التحذير وتعلق الجرس فى رقبة نيتانياهو شخصيا، وتتهمه بإثارة حفيظة مصر، وتطالبه بالتخلى عن تأجيج مشاعر الغضب لدى الدولة والشعب المصرى، باعتبار انها ستكون معادلة صفرية، إسرائيل ستكون الخاسر الأكبر فيها، محذرين المتطرفين أمثال بن غفير وسموتريتش، وحتى قادة الجيش والاجهزة الامنية، من خطورة إشعال الحرائق بالقرب من الحدود المصرية، وضرورة البحث عن طوق نجاة لجيش الاحتلال سريعا للخروج من رفح الفلسطينية ومعبرها، وإلا ستكون الخسائر مروعة نتيجة استفزاز الجانب المصرى، حتى إن الجنرال السابق إسحاق بريك أعلنها صراحة بأن قوة نيران الجيش المصرى لن ترحمنا وستطولنا فى كل شبر فى إسرائيل، بوصفه أقوى جيوش الإقليم وعندها سنموت بالكامل.

لا مبالغة فى القول انه مهما استمرت التجاوزات وعملية القتل الوحشية الإسرائيلية فى غزة، لا يوجد خيار متاح أمام نيتانياهو وجيش الاحتلال اليوم وليس غدا، إلا التخلى عن أوهام السيطرة والتدمير والبقاء فى غزة، وتناسى إلى الأبد سيناريوهات وجود قوات عربية هناك لحفظ السلام تحت تمركز قوات الاحتلال، فتلك أفكار واقتراحات مرفوضة مصريا، وفى ظنى بعد رسائل الردع المصرية الأخيرة لنيتانياهو، فلا سبيل أمامه إلا العودة لجولات التفاوض فى القاهرة، والقبول بالمبادرة المصرية الأخيرة بمراحل الهدنة الثلاث، وهذا ما سيقبل به فى قادم الأيام، ومن يعش ير!.


لمزيد من مقالات أشرف العشرى

رابط دائم: