لغة التسامح والعفو، هى لغة لا يعرفها إلا أناس ترفعوا عن كل شىء، فهى لغة لا يعرف معناها إلا من ذاق طعمها واستشعر حلاوتها وسار فى رحابها جابرا للخواطر بين الناس، وقاضيا للحاجات ومسامحا لمن أساء إليه وتجاوز فى حقه، وليس غريباً أن تكون لغة التسامح والعفو، ليست هى بالأجنبية أو بالعربية أو بالهيروغليفية وإنما هى تجسيد حى للطباع الحسنة والخصال الطيبة، لأناس اختصهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا فى منزلة عظيمة ومنزلة راقية، للترفع عن كل ما يؤذى الناس، فهى لغة افتقدناها كثيرا فى هذه الظروف وفى هذه الأيام. لغة إذا ما تعايشنا بها وأخذنا نُعلى من شأنها لمصلحة المجتمع وصلاحه لانصلح حالنا واستقامت أمور حياتنا وصلح كل شيء من حولنا.. فالتسامح بين الشعوب والأمم ومن ثم الشركاء فى الوطن والأهل والأصدقاء والجيران، يؤدى إلى نتائج ايجابية لمنع الخصام والتشرذم والتفكك الأسرى، فالتسامح بمثابة ماء يطفئ الغيرة والحسد والحقد والخصام والفجور فى الخلاف والاختلاف، ولمَ لا والتسامح هو التماس العذر للمخطئ، والبحث عن أسباب هذا الخطأ وإعانته على تصحيح المسار والنهوض من كبوته لما فيه خير له ولمجتمعه وأمته، فهو لغة السعادة، ويجنى الشخص المتسامح ثوابا عظيما من الله عز وجل، ويجعل الانسان لديه القدرة الكاملة علىَ التعايش بين الشعوب والأوطان والأصدقاء والجيران، وذلك بعيدًا عن الصراعات ومظاهر الحقد والكراهية والعنصرية، فالتسامح قيمة كبيرة من نتائج الفضيلة والقوامة والاستقرار بين الشعوب والأشخاص وعلينا جيعهاً التحلى بقيمة التسامح لإعلاء منزلة الشعائر السمحاء السوية.
لمزيد من مقالات سامى خير الله رابط دائم: