تحت الشمسية
موقف كلية الطب

مشهد مؤسف جدا تعانى منه البوابة الرئيسية للمستشفى الميرى التابع لكلية الطب، فقد استحوذ سائقو الميكروباصات والسياس على الشارع العريض وحولوه لموقف تحت اسم «موقف كلية الطب» وبالتالى أصبح المكان مزدحما فى كل أوقات النهار بعربات الأجرة والميكروباصات التى تحمل أهالى المرضى القادمين من الأرياف والقرى المجاورة لمحافظتى الإسكندرية والبحيرة لزيارة مرضاهم ومواساتهم والوقوف بجانبهم كعادة أهل الريف وما أن تصل هذه الميكروباصات المحملة بالزوار حتى يحدث هرج ومرج فى الشارع ويتعقد الموقف وتتكدس السيارات وتبدأ الأزمات المرورية .. فالسائقون لا يعترفون باتجاهات المرور ويسيرون فى كل الاتجاهات بدون ضابط أو رابط ويقودهم فى هذه الفوضى من يدعون أنهم سياس يتبعون المحافظة فيتعطل المرور وتنسد شرايين الشوارع فى هذه المنطقة التى يطلق عليها «صرة المدينة» وتبدأ المعارك بين أصحاب السيارات والسياس وسائقى الميكروباصات فى محاولة للمرور وعبور هذا الشارع الذى تحول الى مضيق خانق وتكون الطامة الكبرى إذا حاول أحد قادة السيارات ركن سيارته ولو لدقائق .. فهنا يظهر أحد السياس ليطالب بالمعلوم الذى لا يعرفه أو يحدده أحد، وإذا رفض السائق بحجة أنه فى الشارع العمومى سوف ينال من السباب ما لا يمكن سماعه أو تحمله، وقد يتعقد الموقف وينتهى الأمر بمعركة يشارك فيها كل حبايب وجيران السايس.

والمشكلة لم تعد فى موقف كلية الطب فقط بل تعدته الى كل مكان فى المدينة.. ففى كل شارع وميدان يظهر سايس يفرض على قادة السيارات إتاوة ليسمح لهم بالوقوف بسياراتهم وكأنهم امتلكوا الشوارع والنواصى، وقد يظهر أكثر من سايس فى الشارع الواحد. وحتى المواقف الرسمية لم تسلم من هذا العبث فلا أحد يعرف المبلغ المضبوط لوقوف السيارات، ولا توجد تذاكر وبعضها مضروبة ومزيفة والمواطن حائر فى وسط هذا العبث لا يعرف لمن يلجأ لحمايته فى ظل غياب الرقابة .