رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تفاصيل بسيطة .. ولكنها مهمة

أحيانا متابعة بعض التفاصيل، تؤدى لنتائج غير متوقعة، حدث ذلك معى فى متابعة بعض إعلانات رمضان الحالي.. عدد من النجوم يعلنون عن ضرورة التبرع لاستكمال بناء مستشفي، أو لبناء مستشفي، أو لإطعام الفقراء، محاولا ارتداء ثوب الورع للإقناع بكل ما أوتى من خبرات اكتسبها من خلال عمله.

وبعد فترة قليلة قد لا تتجاوز الدقيقتين، ترى النجم، يعلن عن منتج آخر يحتاج فيه لارتداء ثوب الفخامة والرقي، لأنه فى ذلك الإعلان يعبر عن فئة خاصة جدا من فئات المجتمع.

فئة تحب حياة الأسوار المغلقة، ولا تحب الحيوات المنفتحة، ومن ثم يخسر أحد الطرفين، بما يعنى أن هناك احتمالا لعدم الاقتناع به فى إعلانات المحتاجين، فتقل التبرعات، دون أن يعلم المسئولون السبب.

رغم أننا فى مصر نفخر بأننا نملك من الخبرات العلمية ما يجعلنا ننافس أفضل الدول الغربية، ورغم ذلك قلما وجدنا قامة طبية رفيعة، تقدم إعلانا عن ضرورة التبرع لمستشفي، رغم أن هذه القامات هى أولى الناس بتقديم تلك الإعلانات، ود. مجدى يعقوب، أحد أعظم أطباء القلب فى العالم عبرة رائعة.

ثم من أكثر إقناعا ؟ الطبيب العالم، الذى يتحدث عن فهم كامل، ووعى شامل لكل ما يتعلق بموضوع الإعلان، أم نجم فى مجال آخر غير الطب، لاشك فى أننا نجل عدم حصول النجوم على أجر كما تتم الإشارة فى الإعلانات التى تحتاج لتبرعات، لكن نحث على تحقيق أكبر قدر من الاستفادة.

وليتحقق ذلك، أقترح أن نصيب عدة أهداف بخطة بسيطة.

من المعروف أن هناك جهودا على المستوى الأهلى يتم بذلها منذ سنوات، أسفرت عن إنشاء أكثر من صرح طبى كبير، تحقق من ورائها استفادة كبيرة لمئات بل آلاف من المرضى الذين من الله عليهم بالشفاء.

من المؤكد أن أصحاب الفضل فى ظهور تلك المنشآت للنور هم الناس، الذين تبرعوا بجزء من أموالهم، عن قناعة ، حتى يتحقق أمل الكثير من المرضي.

على ما يزيد على عقدين ونيف من السنين، منذ إطلاق فكرة التبرع لإنشاء الصروح الطبية، من المؤكد أن ما تم جمعه، مبالغ مالية كبيرة للغاية، وهى التى كانت سببا فى ظهور الصروح الطبية للنور، وأضف لذلك علاج مئات من الحالات المرضية الصعبة والتى يحتاج علاجها لمئات الآلاف من الجنيهات لكل حالة. بكل تأكيد التبرعات واستمرارها، سبب رئيسي، فى نجاح تلك المنظومات.

دائما يتم الحديث عن أعداد المرضى الذين يتلقون العلاج، لكن دائما وأبدا، لا يتم الحديث عن قيمة ما تم تحصيله من أموال، وكيف تم إنفاقها، مع العلم أن كشف الغطاء عن تلك القيم من شأنه تحفيز الناس على الاستمرار فى التبرع، لمواصلة تحقيق النجاحات.

يعانى القطاع الطبى فى مصر من بعض الأزمات، التى قد لا تمكنه من أداء دوره بالنجاح المأمول، فمع اتساع رقعة المستشفيات فى مصر التى تشرف عليها الحكومة بشكل مباشر، إلا أن هناك عددا غير قليل منها يعانى قلة الإمكانات، فمنهم من يحتاج لتطوير، فى بعض فروعه، كالاحتياج لوجود أجهزة أشعة متقدمة مما يجعل المرضى يخرجون من المستشفيات متوجهين إلى مراكز أشعة متطورة لإجراء الأشعات المطلوبة والعودة مرة أخرى للمستشفي، وهم فى ظروف مرضية قاسية جدا جدا، أقلها صعوبة الحركة، مما يعنى التنقل فى وسيلة بكل تأكيد مهما بلغت جودتها فهى لن تكون مريحة، وغالبا تزيد من آلام المريض، مما يجعل الأمور تسير بوتيرة يصعب تخيلها أحيانا.

الشريحة التى تحتاج لتلك الخدمات، هى الشريحة الأبسط فى مجتمعنا، يرضيهم الأقل، ويسعدهم الأدني، لا يريدون الرعاية صاحبة النجوم الخمس، بل على العكس، ليس الغرض فخامة الرعاية، بل وجودها من الأساس.

عل معظمنا يتذكر فترة وجود فيروس كورونا، وكم عانى الكثير من عدم وجود غرف رعاية مركزة، تكفى العدد المطلوب من المحتاجين لها، وقتها نادى الكثيرون بالبحث عن طريقة لمضاعفة غرف الرعاية المركزة، ومما لا شك فيه أن بقليل من التبرعات يمكن تحسين جودة غرف الرعاية المركزة فى عديد من المستشفيات، لتعود إلى دولاب العمل بشكل منتظم، كما يمكن إضافة أسرة جديدة لتسد حاجة الناس.

أعلم أن إعادة تأهيل عدد من المستشفيات ومدها بما تحتاجه من أجهزة وخدمات، لتكون مؤهلة لتقديم خدمات صحية معتبرة لعلاج الناس، تحتاج لمبالغ مالية كبيرة جدا جدا.

لذلك أقترح إنشاء لجنة مشتركة من الأزهر ووزارة الصحة، تعلن اللجنة للناس ما تحتاجه المستشفيات الحكومية من أدوات أو أجهزة طبية .. الخ، بشكل مفصل فى المحافظات المختلفة، ليعلم الناس، القيمة الحقيقية لتلك الاحتياجات، ثم يلى ذلك البدء فى إنشاء آلية لجمع التبرعات اللازمة لتأهيل المستشفيات.

لا أعلم كم التبرعات التى دعم بها الناس المشروعات الخيرية، ولكن أعلم أن حجم أموال الزكاة السنوية رقم كبير جدا، ويمكن أن يوازيه أو يقترب حجم الصدقات السنوية.

فبقليل من التدبير، يمكن أن ننجح فى إعادة تأهيل المستشفيات الأقدم، إضافة إلى بناء مستشفيات جديدة أكثر تخصصا، فى النهاية كل ذلك سيصب فى صالح المواطن البسيط.

ولنتخيل أننا كلما طورنا المستشفيات الموجودة بالمحافظات، قل احتياج المواطن للتحرك صوب المراكز المتخصصة والحديثة، التى تبعد عن محل إقامته، وقلت معاناته وهو بالأساس مريض.

من المؤكد أن الأمور ليست بتلك البساطة، ولكن أثق أنه إذا توافرت الرغبة والإرادة، فسنحقق الكثير مما نطمح إليه، كل المطلوب طرح الرؤى والبحث عن سبل تطبيقها للتيسير على البسطاء.

[email protected]
لمزيد من مقالات عماد رحيم

رابط دائم: