بكل صراحة
سقوط أوراق العافية!

شاء القدر أن أمر بأزمة صحية مفاجئة ، دخلت على أثرها المستشفى لأظل به عدة أيام، لأواجه محاذير السقم، تمر على الليالى والأيام طويلة كما الليل البهيم، ليتأكد لدى عن قناعة كاملة أن الصحة من أجل النعم لا يشعر بها سوى المرضي.. وهى أغلى ما يمتلكه الإنسان .. فكل ما يحصل عليه الإنسان ولو الحد الأدنى من ملذات الحياة ومغرياتها يكون كافيا فى وجود الصحة التى باتت لا تقدر بثمن.. ما رأيته فى أزمتى الصحية الأخيرة يجعلنى أؤكد بلا تردد أن الصحة هى كل شيء للانسان ومن بعدها يأتى أى شيء ولو كان نذرا يسيرا فسيكون كافيا للحياة.. أعود لأؤكد مجددا أن الحياة التى نعيشها لا تستحق أن يكون بيننا الصراعات والتكالب عليها وأن تستشرى بيننا الخصوم والهجران والترصد، فالأيام فى الحياة لم تعد تتحمل مثل تلك الأمور، وإنما ما يبقى هو السيرة الطيبة والسمعة الحسنة للإنسان بين بنى جنسه ..الغريب قبل القريب والصديق قبل الابن والأخ .. ومؤدى الحياة هو أن الانسان لابد أن يكون متخلقا بالنقاء والصفاء والمعاملة الحسنة والقلب الطيب خاصة أن الصراعات والمشاحنات تؤلب المتاعب وتباعد بين الإنسان وأقاربه وأهله .. وما يضاف إلى نعم الله على الإنسان أن تجد فى شدتك ومرضك الأخت تشاركك الألم فهى قطعة من أبيك وأمك، والأهل والأحبة والأصدقاء يلتفون من حولك من دون مصلحة ولا مغنم، اللهم سوى الرد على سيرتك الطيبة وعلاقتك الحميمة مع من حولك هكذا يقولون: المعادن الطيبة تظهر فى وقت الشدائد ، لتكون نعمة جديدة تستوجب تقديم الشكر عليها للخالق سبحانه.