مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها السادس. يواصل الكيان الإسرائيلى، عدوانه الغاشم وغير المسبوق مع إخفاقه فى إحراز أى انتصار عسكرى يحسم المعركة. يعيش القطاع ظروفا كارثية، ومخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، خصوصا مع ارتفاع حصيلة ضحايا الجوع وسوء التغذية والجفاف، لا سيما فى صفوف الأطفال. رحلة قصيرة من مستشفى الشفاء إلى باحة المقابر الجماعية المجاورة، قامت بها فتاة فى الخامسة عشرة ربيعا. وزارة الصحة فى غزة، أعلنت أنها استشهدت نتيجة سوء التغذية والجفاف. ما يرفع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف، فى القطاع المحاصر الصامد، إلى أكثر من 25 شهيدا. منذ السابع من أكتوبر الماضى. وهاهى وكالات الأمم المتحدة، تقول إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال فى شمال غزة، مرتفعة جدا وأعلى بنحو 3 أمثال، بما هو عليه الوضع فى جنوبى القطاع. إذا كان لأمريكا ثلاثاؤها الكبير. فها هو الجفاف الكبير، يقبض على أنفاس غزة، فما يحدث فى القطاع الصامد، لا يستحضر مشاهد الحروب العالمية ومآسيها وحسب، وإنما يتجاوزها. وها هو مسئول دولى، يؤكد أن حجم الدمار وشدته فى غزة، أسوأ بكثير مما حدث فى حلب وماريوبول الأوكرانية، أو حتى دريسدن الألمانية، وروتردام الهولندية، فى الحرب العالمية الثانية. فهل من يسمع هذا الرجل، عندما يقول إن الأزمة الحالية فى غزة تصدم ضمير الإنسانية. أى ضمير هذا يصدم؟ فى ظل اكتظاظ أكثر من مليون شخص فى رفح، مفتقرين إلى المأوى الملائم، وهم فريسة المجاعة والمرض. وكيف هو شكل هذه الصدمة بعد ما أصبح الوصول إلى المساكن أو الوظائف أو الأماكن الدينية والجامعات والمستشفيات، وكل ما يجعل السكن ملائما سوًى بالأرض.
لمزيد من مقالات إبراهيم النجار رابط دائم: