لا تنفصل صفة جنيف كمدينة دولية تضم عشرات الجنسيات من العاملين بها عن استيعابها للعدد الأكبر من المدارس الدولية التى تسمح للموظفين الدوليين المقيمين بإلحاق أبنائهم بالمدارس، التى تعتمد اللغة الإنجليزية لغة رسمية لمناهجها، مقارنة بالمدارس السويسرية الوطنية، التى تعتمد أربع لغات رسمية فى البلاد منها: الفرنسية لغة جنيف الرسمية، والتى يتم التدريس بها كلغة أولى، إلى جانب الألمانية اللغة المسيطرة على القطاع الحكومى، فضلًا عن الإنجليزية، التى تأتى فى المرتبة الثالثة.
ويعد ربع العام الأول فى جنيف من الأوقات التى تسعى فيها العائلات المقيمة للبحث عن مدرسة مناسبة، حيث يبدأ التقديم مع الربيع للعثور على مكان لأطفالهم فى العام الدراسى الذى يبدأ عادة فى نهاية أغسطس ومطلع سبتمبر.
وتنفرد جنيف حتى اليوم بوجود أكبر عدد من المدارس الدولية، ولا تنافسها محليًا سوى زيوريخ مدينة الاقتصاد والأعمال، وإن اتفقت المدارس فى المدينتين من حيث جودة التعليم وإن تميزت زيورخ بكونها أرخص قليلاً، علمًا بأن سويسرا لاتزال أغلى دول القارة الأوروبية من حيث ارتفاع رسوم المدارس الدولية التى لا يطرق أبوابها سوى الأثرياء وموظفى الهيئات الدولية التى تتخذ من جنيف مقرًا وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة الأوروبى فى المدينة الدولية.
وتقف سويسرا عادة بين الولايات المتحدة والصين باعتبارها واحدة من أغلى الدول فى العالم من حيث مصاريف الرسوم المدرسية، وإن تتميز سويسرا فيما بينهما بشهرة تاريخية بمستوياتها المرتفعة فى مجال المناهج والنظم الدراسية والالتزام، فضلًا عن المرافق والخدمات المتميزة والأنشطة المختلفة، وفرق العمل من ذوى الكفاءات العالية، وما يستتبع ذلك من نتائج أداء دراسية ملفتة.
ومن المعروف، احتضان سويسرا لمركز البكالوريا الدولية، حيث تأسست مؤسسة التعليم الدولى والمناهج المدرسية فى جنيف عام 1968، انطلاقًا من الشهرة التى ارتبطت بالمدينة الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان الشهيرة، باعتبارها قبلة الأسر المالكة والحاكمة وأثرياء العالم ومشاهيره لضم أبنائهم إلى مدارسها الداخلية التى تعد من أفضل المدارس الدولية فى أوروبا، والعالم.
وتعد البكالوريا الدولية من بين أهم المناهج فى جنيف التى يقبل عليها الطلاب باختيارات من عائلاتهم، باعتبارها المنهج الأكثر شعبية فى المدارس الدولية فى جنيف، مما يؤهل خريجيها للالتحاق بأفضل الجامعات العالمية حيث تضم أفضل ما فى المناهج البريطانية والفرنسية والسويسرية.
ويتم تدريس مناهج تلك الشهادة فى نخبة منتقاة من المؤسسات التعليمية التى يقع أغلبها على طول الضفة الشمالية لبحيرة جنيف (لاك ليمان)، تحيط بها الجبال والمساحات الخضراء والمسطحات المائية التى تسمح للطلاب بالاستفادة من نقاء الجو والمناخ وجمال الطبيعة للتركيز والاجتهاد حيث يتم المزج بين المناهج النظرية والأنشطة العملية المحفزة على الإبداع.
الجدير بالذكر أن النسيج السكانى فى الاتحاد السويسرى الذى يضم 26 مقاطعة من نحو سبعة ملايين مواطن سويسرى، ونحو مليونين من المقيمين الأجانب، حيث تتصدّر مقاطعة جنيف قائمة أعلى المقاطعات احتضانًا للأجانب بنسبة تقترب من 50%، بينما يحتل كانتون أبنزل رودس الداخلية المرتبة الأخيرة حيث لا تتجاوز به نسبة الأجانب 10-15. %
رابط دائم: