احتفلت الإسكندرية فى نهايات عام ٢٠٢٣ المنقضى بحدث تاريخى وثقافى فريد، هو إعادة افتتاح المتحف اليونانى الرومانى بعد إغلاق دام ١٨ عاما، عاشت خلالها المدينة محرومة من متحفها الأهم والأشهر على مستوى دول حوض البحر المتوسط، وفقد عددا كبيرا من السائحين المهتمين بالآثار اليونانية والرومانية، الذين أبدوا تعجبهم من طول إغلاق المتحف منذ عام ٢٠٠٥.
ولكن جاءت الأحداث متسارعة، فطالت فترة الإغلاق حتى يأس السكندريون وكادوا أن ينسوا متحفهم العظيم، لتأتى الانفراجة الكبيرة فى إطار اهتمام وزارة السياحة والآثار بالمتاحف المغلقة والمهملة والمنسية، فاستعدت المدينة وتزين شارع فؤاد «كانوب» أهم وأقدم شارع، وتلألأت بناياته العريقة بعد ترميمها وإعادة طلائها، وحضر القاصى والدانى وعلقت «الكهارب» وانطلقت الزغاريد تعبر عن فرحة المدينة بالمتحف، الذى شهد منذ افتتاحه إقبالا كبيرا، فعادت أتوبيسات السياحة تملأ شوارع وسط البلد، وعاد طلبة الفنون ليرسموا لوحاتهم أمام القطع الفنية اليونانية والرومانية النادرة، وامتلأت جنبات المتحف بطلبة المدارس الذين حرصت مدارسهم على تعريفهم بتاريخ مدينتهم.
والحق يقال فقد كان لإعادة افتتاح المتحف بهجة وفرحة كبيرة، وقد حدث به تطوير فى طرق العرض المتحفى، وهناك أفكار كثيرة مازالت تحتاج الى دراسة، خاصة فى الطابق الثانى الذى يبدو أنه أُعد على عجالة، ولكن فى النهاية تحية لكل من شارك فى هذا العمل، وكنت أود أن يكون من بين المدعوين للافتتاح من كان لهم الفضل فى هذا المشروع، بداية من الأثرى الكبير الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، والآثرى أحمد عبدالفتاح، المدير الأسبق للمتحف، والمهندسة أميرة أبو بكر، مديرة الترميم السابقة، والدكتورة ميرفت سيف الدين، وغيرهم الكثيرون ممن أعطوا حياتهم للمتحف وكان من الواجب تكريمهم، مثل الراحلة درية سعيد، أشهر سيدة أدارت المتحف سنوات طويلة. فهل تستجيب وزارة الآثار وتدعو هؤلاء الأثريين لتكريمهم على ولائهم وخدمتهم متحفهم لتكتمل الفرحة؟
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: