رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
انهيار الإسرائيليين فى 10 أسابيع!

ينبغى إدراك أنه برغم كل التظاهرات العارِمة فى الداخل الإسرائيلى المُطالِبة بالوقف الفورى للحرب فى غزة، والتى تصرخ ضد نيتانياهو وحكومته، فهى جميعاً تستهدف مصالح إسرائيلية صرف طبقاً لرؤية المتظاهرين، كما ينبغى الانتباه إلى أن هذه التظاهرات لا تتعمد مناصرة الحقوق الفلسطينية، حتى لو توافقت أحياناً معها، كما أنها لا تكترث بجرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين العزل فى غزة، إلا أنها برغم هذا، تَصبّ فى صالح الفلسطينيين فى بعض الجوانب، لأن الوقف الفورى للقصف البشع للمدنيين العزل، وتدمير منازلهم ومرافقهم، مفيد للفلسطينيين، بغض النظر عن الاختلاف مع بواعث المتظاهرين. كما أنه، بفضل هذه التظاهرات، يمكن، استخلاص حقائق مهمة، عن تفاصيل الواقع السياسى الإسرائيلى، يما يفيد فى إدراك الحقائق على الأرض، بما يساعد الفلسطينيين على أن يُحدِّدوا إلى أى مدى يمكن أن تصل مطالبهم فى أى مفاوضات. من هذه الحقائق أن المشاركين فى التظاهرات، الذين يُعَبِّرون عن قطاعات عريضة من الإسرائيليين، ليسوا على استعداد لتقديم ذويهم تضحيات كبرى، قد تصل إلى الموت، فى سبيل ما يطرحه السياسيون المؤثرون فى الحركة السياسية على أنه فى صالح إسرائيل، وهو ما يجتمع عليه نيتانياهو وحكومته وقواعدهم الناخبة، ومعهم فرق المعارضة التى لا تعترض لا على رؤية الحكومة بخصوص غزة، ولا على الطريقة البشعة فى القتل والتدمير.

هذه التظاهرات المتأججة، التى تطالب بوقف الحرب فوراً، مع ما تحصل عليه من تأييد قطاعات عريضة من الإسرائيليين، تؤكد أن الواقع الإسرائيلى على غير ما يزعم السياسيون الإسرائيليون، الذين يعلنون أن الحرب يجب أن تستمر نحو العام! لأن التظاهرات، وبعد 10 أسابيع فقط، كشفت أن المجتمع الإسرائيلى أضعف من أن يحتمل استمرار الحرب كما يزعم السياسيون. وهناك مؤشرات إيجابية على أن الفلسطينيين فى المواجهة، أدركوا هذا الضعف الإسرائيلى، ولهذا يرفضون الوقف المؤقت للحرب الذى تعرضه حكومة نيتانياهو، مع تهديدها بالقدرة على استمرار الحرب، بتصور أن هذا يخيف الفلسطينيين. بهذا الإدراك للضعف الإسرائيلى، ينبغى أن يتشبث الفلسطينيون بإمكانية الحصول على أكبر قدر من حقوقهم المُبَدَّدة.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: