أهمية تطوير التعليم العالى

لاشك فى أن الارتقاء بالتعليم الجامعى هو وسيلتنا الأهم، ليس فقط للحاق بالعصر، وإنما أيضا لتحقيق التنمية بشكل ناجح ومدروس وعلمي. ولاينكر أحد أن تعليمنا الجامعى قد شهد نقلة نوعية هائلة فى السنوات القليلة الماضية، بدليل أن كثيرا من أرقى جامعات العالم العريقة باتت تأتى إلى مصر للدخول فى شراكات وبرامج تعليمية متقدمة جدا مع جامعاتنا العريقة، مثل جامعة القاهرة، وعين شمس، والأزهر، والمنصورة وغيرها. وقبل أيام أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن 28 جامعة مصرية تم إدراجها فى النسخة الأولى للتصنيف العربى للجامعات، وذلك من بين 115 جامعة عربية أدرجت فى التصنيف.

هذا الإدراج ليس عشوائيا، ولا هو على سبيل المجاملة، بل يتم بناء على معايير دولية يجب أن تتوافر فى الجامعة كى تنضم إلى التصنيف . وربما يكون ضروريا هنا الإشارة إلى أن جامعة القاهرة جاءت فى المركز الثانى عربيا، وعين شمس فى المركز الرابع، والمنصورة فى المركز الخامس، وهو مايعكس مدى التقدم الذى يحققه التعليم الجامعى المصرى يوما إثر يوم.

وتغنى الأرقام عن كل كلام إنشائى، فإنه يمكن إيراد عدة أرقام سريعة، بناء على الاحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم العالى ، والتى تضمنتها دراسة حديثة للمركز المصرى للفكر والدراسات. وعلى سبيل المثال، بعد أن كان عدد الجامعات الحكومية فى عام 2014 لايزيد على 28 فقط، بها 392 كلية، بلغ العام الماضى 473 كلية، علاوة على 141 كلية خاصة، و164 معهدا عاليا. ولا يقتصر الأمر على عدد الكليات والمعاهد فحسب، وإنما امتد التطوير إلى الكيف أيضا، حيث ارتفعت أعداد البرامج الدراسة إلى 389 برنامجا، بعد أن كانت 118 فقط قبل عشر سنوات.

إن أهمية تطوير التعليم الجامعى تتمثل فى حقيقة أن تعليمنا العالى ظل تقليديا، يعتمد على الأساليب العتيقة فى التلقين، وهو ماتجاوزه العالم المتحضر منذ مدة طويلة خاصة فيما يتعلق بالتعليم الجامعى التطبيقي. وقد تنبه القائمون على التعليم إلى هذه الحقيقة، فشهدت برامج ومناهج الدراسة تحديثا متلاحقا. وتضمنت إستراتيجية التنمية المستدامة ( مصر 2030) رؤية شاملة لتطوير التعليم العالي. إن مصر تشهد حاليا نهضة شاملة فى شتى المجالات، ولا يعقل أن يتخلف عن تلك النهضة طلاب الجامعة، الذين ستقوم على أكتافهم هذه النهضة.