هناك اتفاق يَعمّ العالم يشارك فيه البعض من داخل إسرائيل، ومن أشد أعداء الفلسطينيين، على أن نيتانياهو، هو وحكومته وفريقه، قد فشلوا فى تحقيق أهم أهدافهم تهجير أهل غزة إلى سيناء قسرياً، عن طريق دفعهم للفرار من الموت على يد قواتهم العسكرية! إلا أن نيتانياهو ومن معه، مدعومين بجماهير إسرائيلية عريضة، لا يزالون يرفضون الاعتراف بهذا الفشل، ولا يزالون يصرون على إمكانية تحقيق كل أهدافهم بالقوة، وأهمها استعادة أسراهم سالمين، مع القضاء على حماس! وفى حين يتفق، أيضاً، عدد كبير من المحللين من خارج إسرائيل على وضوح الفشل، ليس فقط من السياسيين والباحثين العرب، وإنما كذلك فى أوروبا وأمريكا، وتنضم إليهم أصوات من داخل إسرائيل، ومن هؤلاء الأخيرين بعض الملتزمين طوال حكم نيتانياهو بتأييده، إلا أنهم ينصحونه الآن بالإقرار بالفشل، وبالبحث عن طريق مختلف لتحرير أسراه، ليس تعاطفاً مع الفلسطينيين ولكن بعد أن تبين لهم استحالة أن يُسفر المنهج المعمول به حتى الآن عن أى شيء مفيد لهم، مع تسببه فى مزيد من قتلاهم! وكل هذه التفاصيل مادة تعرضها بكثافة وسائل الإعلام عبر العالم! ولكن، وبعد كل هذا، ومع استمرار العدوان بمزيد من الشراسة على غزة، فإن السؤال الذى يطرح نفسه: ما هو منطق استمرار إسرائيل فى القصف الرهيب لغزة؟ دون تحقيق أى من أهدافها المعلَنة، ودون الاكتراث بتبعات تراكم جرائم الحرب، وبهذا العدد الهائل من القتلى على الجانب الفلسطينى الذين وصلوا حتى الآن إلى ما يزيد على 20 ألف قتيل، مع أعداد مخيفة ممن صاروا فى فئات المعاقين، دون أن يتوافر لهم علاج ودواء، بسبب قصف إسرائيل المستشفيات، مع القبض على بعض الأطباء والعاملين فى الخدمات الطبية، مع منع دخول الدواء من الخارج..إلخ.
هل يرى أصحاب القرار فى إسرائيل أنه لا تزال أمامهم فرصة لتحقيق أهدافهم كما أعلنوها عقب 7 أكتوبر؟ وأن تظل وسيلتهم آلة القتل الرهيب والهدم البشع؟ أم أن هناك أهدافا أخرى لا تزال مجهولة تبرر لهم الإيغال فى اقتراف جرائم الحرب فى غزة، وعدم اكتراث بكل التظاهرات عبر العالم، والتحفظات الرسمية من حكومات من كل العالَم كانت تاريخياً مؤيدة علناً لكل ما تفعله إسرائيل؟
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: