الرعب ينتشر فى أوروبا، مع حلول عطلات احتفالات الكريسماس ونهاية العام، بسبب زيادة العدوان الإسرائيلى البشع على غزة الذى أوقع حتى الآن من الفلسطينيين أكثر من 21 ألف قتيل و55 ألف جريح، وهو ما يلقى بمسئولية مضاعفة على كاهل أجهزة الأمن الأوروبية خشية أن تصير بلادهم مسرحاً لعمليات انتقام ضد الوجود الإسرائيلى هناك، وقد يصل الانتقام إلى السعى للنيل من سياسيين أوروبيين لضلوعهم فى تأييد وتبرير جرائم إسرائيل، ودعمها بالسلاح والمال، والمشارَكة فى منع إدانتها فى الأمم المتحدة، والسكوت على انتهاكها للقانون الدولى. كما أن هؤلاء السياسيين يُؤَجِّجون التوتر الداخلى لديهم بتجاهل التظاهرات الزاعقة التى يحتشد فيها مواطنوهم فى الشوارع والميادين ليعلنوا احتجاجهم على جرائم إسرائيل التى يشاهدونها على التليفزيونات. ولا يقبل هؤلاء المتظاهرون أن يسكتوا على الجرائم الرهيبة ضد المدنيين الفلسطينيين، كما يعترضون على حكوماتهم لسكوتها على القتل المروع للفلسطينيين على مدار اليوم، وكل يوم، الذى تشنّه إسرائيل، فتتسبب فى المشاهد الرهيبة للأطفال الفلسطينيين تحت الأنقاض بين قتيل ومشوَّه ومرعوب وملتاع على مقتل أمه أو أبيه أو أشقائه أو أصحابه، مع لقطات التدمير المخيف الذى فقدت غزة بسببه أكثر من 60% من مبانيها. كما انتشرت عبر العالم معلومات خطيرة عن أن حجم تفجيرات إسرائيل فى قطاع غزة يزيد خمس مرات على القنبلة النووية التى سقطت على نجازاكى فى نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما جعل جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، يعلن الخميس الماضى أن ما يحدث فى غزة لا شبيه له.
وما يزيد رعب المسئولين الأوروبيين أن كل هذا هو تعبير عن جانب واحد فقط من الخطر، لأن هناك أيضاً تصعيداً خطيراً فى جبهة أعداء الإسلام والمسلمين الذين انتشرت جرائمهم فى السنوات القليلة الماضية، وقد زادت فى الأسابيع الأخيرة، وفقاً لتصريحات بعض جهات أمن أوروبية! وهو ما يمكن إرجاع بعض أسبابه إلى اقتناعهم، أو استغلالهم، للدعاية الإسرائيلية التى تقلب الحقائق، وتصمم على أن تبدو ضحية لما تسميه إرهاب الفلسطينيين، وأن تبرر للعالم جرائمها بأكذوبة الدفاع عن النفس.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: