كلمات حرة
الرئيس عبدالفتاح السيسى «3»

إذا كانت أبرز منجزات الرئيس السيسى، فى ولايتيه الأولى و الثانية ، هى ــ كما سبق وقلت - أولا، تحقيق الاستقرار السياسى، بعد الانتصار فى المعركة الضارية ضد الإرهاب، و ــ ثانيا ــ البناء غير المسبوق فى سرعته ومداه للبنية الأساسية للطرق والمحاور المرورية ، فى مصر كلها، والطفرة الهائلة فى بناء المساكن لمحدودى الدخل، والفئات الأفقر للسكان...فماذا يمكن أن أطلبه من الرئيس فى ولايته الثالثة..؟ إننى هنا ببساطة شديدة أسترجع عبارة شائعة تعودنا عليها، تتضمن المقابلة بين «بناء الحجر، و بناء البشر» و أتصور أنه آن الأوان للتركيز فى تلك الولاية على بناء البشر ...لماذا ؟ لأن البشر، المصريين ...هم القوة الأساسية لمصر ! فمصر ليست بلدا منتجا لثروات طبيعية كبيرة، وإمكاناتها الزراعية محدودة بالوادى الضيق، ومع ذلك كان لمصر دائما دورها الريادى فى منطقتها على مر التاريخ استنادا إلى ناسها، إلى رجالها ونسائها ، إلى علمائها ومفكريها وأدبائها الذين حملوا مشاعل النور والحضارة و القوة للعالمين العربى والإسلامى وللعالم كله !ولذلك فأنا سعيد للغاية بتجديد الرئيس لعهده، بأن تضع الجمهورية الجديدة بناء الإنسان فى مقدمة أولوياتها. ذلك أمر رائع، ويدعونى لأن أدعو النخبة السياسية المصرية ، لأن تطرح- بكل صراحة وجدية- قضية التعليم فى مصر، إنها- بدقة- قضية تراجع التعليم فى مصر، الذى أصبح تعليما طبقيا مخيفا تتلقى بموجبه شريحة ضيقة من الموسرين تعليمها فى مدارس اللغات الإنجليزية و الفرنسية والألمانية ...، ويتولى الأقل دخلا تعليمهم فى المدارس الخاصة ، فى حين يتلقى أبناء الغالبية العظمى من أبناء الشعب الفقراء تعليمهم المجانى! فى مدارس خاوية ، تفترسهم السناتر والدروس الخصوصية ، وترهق دخولهم المحدودة، بلا أى عائد . هؤلاء الناس ، ثروة مصر الحقيقية ،هم الذين أناشد الرئيس السيسى رعايتهم اليوم، وأنا أهنئه بالولاية الثالثة!.