لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول مع المتنافسين الثلاثة على منصب الرئاسة، حازم عمر، وفريد زهران، وعبدالسند يمامة، حمل العديد من المعاني، وقدم الكثير من الرسائل. ولعل الرسالة الأولى هى ما ذكره الرئيس السيسى بأن الحوار بين مختلف الأطياف السياسية بالمجتمع المصرى هو المكون الجوهرى لتطور المجتمع، وسمة أساسية للجمهورية الجديدة. كلام الرئيس يعكس إيمانه الصادق بأن الحوار هو السبيل الأهم للتقدم والبناء والازدهار، ومن ثم فسوف يتواصل الحوار الوطنى الذى كان قد بدأ قبل الانتخابات بأشهر، والذى دعا إليه الرئيس بنفسه. إن الحوار هو أصل الديمقراطية التى تتميز بها جمهوريتنا الجديدة.
الرسالة الثانية، هى أن المصلحة العليا للوطن هى هدف كل القوى السياسية، وهى التى كانت فى أذهان ملايين المواطنين الذين تدفقوا على لجان التصويت، فى إقبال غير مسبوق، قدم الدليل الساطع على رغبة المصريين جميعا فى مواصلة رحلة البناء والتنمية، التى بدأناها بقيادة الرئيس السيسى قبل عشر سنوات، وأما الرسالة الثالثة فهى أن تأكيد المرشحين الثلاثة استمرارهم فى خدمة الوطن، ووضع برامجهم تحت تصرف القيادة السياسية لوضعها فى برامج التنمية القائمة حاليا، يؤكد حقيقة أن المصريين جميعا فى مركب واحد، يقود دفته الرئيس السيسي، بمشاركة كل مواطن، أيا كان موقع عطائه.
وتبقى رسالة أخري، هى أن ما أظهره الأداء السياسى للمرشحين الثلاثة، والذى أشاد به الرئيس خلال اللقاء، يعد نموذجا وبرهانا على ثراء التعددية والتنوع السياسى والحزبي، وهو ما يجب على كل القوى السياسية البناء عليه فى المستقبل، كما أنه دليل على مدى الوعى الذى يتمتع به العاملون بالحقل السياسي، وإدراكهم للتحديات المحيطة بمصر، والتى ينبغى أن تتضافر جميعا لمواجهتها. هذه بعض رسائل هذا اللقاء الكاشف، وإن شاء الله فإن القادم أفضل وأجمل.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: