مما يدعو إلى الاطمئنان إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أنه لم يطعن أحد المرشحين الخاسرين فى سلامة الإجراءات وفى صحة الأصوات، وهم أدرى من غيرهم بسير العملية الانتخابية، كما أنهم أحرص على تتبع أى مخالفات، إذا وُجِدَت، لأنها تأخذ من فرصهم. بهذا يمكن رصد المعانى الإيجابية الكثيرة المُستَخْلَصَة من فوز الرئيس السيسى، بهذا الفارق الكبير عن أقرب منافسيه. ومن هذا، أن الأغلبية العظمى من الناخبين، الذين صوَّتوا لصالحه، أثبتوا أنهم يدركون تعقيدات الموقف، محلياً وإقليمياً ودولياً، ويعلمون أن أزمات الخارج أضافت الكثير إلى معاناتهم، وقد تبين أن إدراكهم أعمق كثيراً ممن حذَّروا الرئيس السيسى بأن شعبيته مُعرَّضة للتراجع، نتيجة لتبنيه مشروعات عملاقة ولوضْعِها على رأس الأولويات فى الخطة، وقالوا إن هذا يرجئ تحقيق الآمال المباشرة للجماهير، التى تعرضت لإهمال شديد طوال عقود سابقة. وظن هؤلاء المُحَذِّرون أن هذا مما يَصْعُب أن يحتمله المواطنون الذين يأملون فى حياة سلسة تلبى احتياجاتهم المعطلة بأسرع ما يمكن..إلخ. وكان رد الرئيس السيسى، الذى أعلنه فى خطابات للرأى العام، أنه يحترم آراء المُحَذِّرين، ولكنه ليس مهتماً بشعبيته، وقال إنه يعلم أن عوائد معظم هذه المشروعات بطيئة، بل هى آجلة لا تتجلى إلا بعد سنوات من بدء العمل الجاد فيها، وأعرب عن إيمانه بضرورة الإسراع بإقامة هذه المشروعات، لأنها شديدة الأهمية لأى دولة تطمح فى أن تحل مشاكلها من المنابع، وأن تقتحم عالم الكبار فى ظل نظام عالمى يسحق الصغار. واستمر الرئيس فى مشروعاته بكل ثبات، ثم جاءت نتائج الانتخابات لتؤكد أن الجماهير تؤيد ما ذهب إليه.
لقد تَعرَّض الرئيس السيسى إلى حملات عدائية مُخَطَّطة، لم يلتزم القائمون عليها بأساسيات الإعلام، التى منها أنهم إذا وجدوا شُبهة سلبيات فعليهم أن يدققوها قبل أن ينشروها أو يبثوها. ولكنهم كانوا يَدسُّون عمداً أكاذيب فى متون الأخبار، ويفبركون أحداثاً، ويستعينون بشهود زور، وراحوا ينزعون كل مشكلة عن أسبابها وملابساتها، وينفخون فى الغلاء، وفى ديون مصر..إلخ، ثم جاءت نتائج الانتخابات لتؤكد أن أغلبية المواطنين الذين يعانون الغلاء ويتحملون دفع حصتهم فى تسديد الديون، هم الذين منحوا أصواتهم للسيسى، فأثبتوا أن القائمين على الحملات المعادية لا يعرفون الشعب المصرى!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: