رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الانتخابات والتغطية الإعلامية

لا شك فى أن الدروس التى أسفرت عنها عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية، طوال أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية عديدة، وأهمها بالتأكيد أنها أظهرت مدى انتماء المواطن البسيط لوطنه، وكانت المشاركة الكثيفة دليلا ساطعا على هذا الانتماء.

لكن إلى جانب كل هذه الدروس، كان ثمة درس ربما لم يلتفت إليه بعضنا، وهو مدى احترافية وتطور التغطية الإعلامية لهذه الانتخابات، وهى التغطية التى جذبت انتباه المراقبين الأجانب الذين وفدوا إلى مصر لمتابعة الانتخابات.

ولقد تميزت هذه التغطية الإعلامية بالكثير من المواصفات، أولاها، مصداقية المعالجة، بعيدا عن التضخيم أو التهوين، وهنا تكمن الإشارة الى أن وسائل الإعلام استمدت أخبارها ومعلوماتها وتحليلاتها اعتمادا على المواطن نفسه، باعتباره هو صاحب الحدث، وصانعه، والمستفيد منه فى نهاية المطاف، وطبعا فإن من البديهى أن هذه المشاركة المجتمعية الكثيفة سوف تعود فوائدها على المواطن نفسه الذى أدلى بصوته، نظرا إلى أن المشاركة تعنى نقل الرأي، ومن ثم الاستجابة للمطالب فيما بعد.

والسمة الثانية لتلك التغطية هى الالتزام بالحيادية، على اعتبار أن المرشحين الأربعة للرئاسة لهم نفس الحقوق، وهو ما انعكس فى معالجة الصحافة والمحطات التليفزيونية، وقد لاحظ المراقبون عدم تركيز الإعلام على اسم مرشح دون مرشح، وإنما كان التركيز كله على دعوة الناخبين للمشاركة، ليس انحيازا لمرشح بعينه، بل انحيازا إلى المصلحة العليا للوطن بالأساس، وهذا أمر يجب التوقف عنده، ويمثل نضجا يدلل على التوجه الديمقراطى للإعلام المصري.

وأما السمة الثالثة التى تميزت بها التغطية الإعلامية، فهى حرص وسائل الإعلام على تنبيه المواطنين إلى أن الانتخابات ليست هدفا فى ذاتها، بل هى خطوة ستقود إلى صنع المستقبل. وهنا لاحظنا تذكير الإعلام للمواطن بمدى التحديات التى تحيط بالوطن، وبالتالى ضرورة الاصطفاف معا لمواجهة تلك التحديات، سواء الداخلى منها أو الخارجي. إن أى متابع منصف للتغطية الإعلامية لابد أن يعترف بأن الإعلام فى هذه المرة كان مختلفا، ومتحليا بالوعى بخطورة ما نمر به، وقد نقل ذلك بكل الصدق إلى المواطن، حيث أكد له أن اختياره للمرشح الذى يريده سيؤثر فى مستقبل مصر كلها فى قادم الأيام.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: