مع انتهاء استحقاق الانتخابات الرئاسية، وترقب إعلان النتائج التى أسفرت عنها، بشكل رسمي، من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، تستعد مصر، قيادة وحكومة وشعبا، لتدشين مرحلة جديدة من العمل الوطنى تختلف فى أولوياتها وخططها ونهجها عن أى وقت مضي، فى ظل التحديات الداخلية، والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بنا.
الإقبال الشعبى الهائل على التصويت فى الانتخابات الرئاسية كان فى حد ذاته رسالة ذات مغزى مفادها أن المصريين ما زالوا يدا واحدة مع وطنهم وقيادتهم ومؤسساتهم، دون أن يفرقهم خلاف، أو تضعفهم أزمات أو مشكلات.
نسبة المشاركة القياسية التى سجلتها هذه الانتخابات، حتى من قبل غلق باب آخر اللجان فى عملية الاقتراع، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المصريين «يعتمد عليهم»، وأنهم «جاهزون» دائما للوقوف بجانب بلادهم مهما اختلفت الظروف، وزادت الأعباء.
من شاركوا فى الانتخابات نزلوا وهم جميعا يشعرون بخطر محدق على بلادهم، من خلال التطورات الخطيرة التى تحدث فى قطاع غزة، وسيناريوهات التهجير والتآمر ومحاولات فرض الأمر الواقع.
نزلوا وهم يعرفون الأكثر قدرة على مواجهة هذه التحديات التى تمس أمن مصر القومى بشكل مباشر، والأصلح والأجدر بالتصدى لها.
نزلوا أيضا وهم يعانون، شأنهم شأن باقى شعوب العالم، تداعيات ثلاث أزمات دولية هائلة أثرت على الوضع الاقتصادي، بداية من جائحة كورونا، ثم حرب روسيا وأوكرانيا، وأخيرا حرب غزة التى وصلت أصداؤها مؤخرا إلى أقصى جنوب البحر الأحمر.
نزلوا أيضا وهم يواجهون مشكلات داخلية حادة من تضخم، وجشع تجار، وتعديات على الأراضي، وتحديات كثيرة فى مجالات عديدة كالتعليم والصحة والبيئة، و«أهل شر» لا يتوقفون عن بث سمومهم لزعزعة استقرار البلاد، وتقويض العلاقة القوية بين المصريين وقادتهم.
نزلوا وهم يتذكرون دائما مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى يرددها فى مناسبات عديدة، وهى أن المصريين قادرون على مواجهة أى مشكلات أو أزمات، ماداموا «متماسكين»، و«يدا واحدة»، و«مع بعضهم البعض».
نزلوا وهم يدركون تماما أن سجل الإنجازات والإصلاحات والمشروعات الكبرى التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، لا يمكن التفريط فيها، ولا التنازل عنها، وبخاصة ما تم فى قطاعات الطرق والنقل والبنية التحتية وزيادة رقعة الأراضى الزراعية وتطوير المناطق الخطرة، فضلا عن المبادرات التنموية التى صارت شهرتها عالمية، مثل «حياة كريمة»، و«100 مليون صحة» وغيرهما.
إن نزول المصريين بهذه الكثافة فى الانتخابات، والنتائج التى ستسفر عنها هذه الانتخابات، لأكبر دافع وحافز و«مؤشر» على أن الفترة القادمة ستكون فترة عمل وكفاح واجتهاد، لمواصلة الدفاع عن أمن مصر واستقرارها وسيادتها وأراضيها أولا، ولمواجهة مشكلاتها الاقتصادية ثانيا، ولرسم مستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا ثالثا فى «الجمهورية الجديدة».
فلنبدأ العمل إذن، ومن الآن.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: