تتميز الانتخابات الرئاسية التى تشهدها مصر حاليا بخصوصية كبيرة تجعلها مختلفة عن الاستحقاقات الدستورية السابقة من حيث توقيتها وسياقها وسماتها ومخرجاتها المتعلقة بصنع المستقبل. فمن حيث التوقيت والسياق فإنها تأتى وسط تحديات كبيرة تواجه مصر وتمس الأمن القومى بشكل مباشر خاصة مع اشتعال الجبهات على حدود مصر الثلاثة, جنوبا فى السودان وغربا فى ليبيا وشرقا فى غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى وسعى قوات الاحتلال إلى تنفيذ مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين ومحاولة توطينهم فى سيناء وهو ما تصدت له القيادة السياسية, ولذلك استشعر المصريون حجم الخطر الذى يواجه مصر ولذلك شاركوا بكثافة فى الانتخابات لإعطاء رسالة إلى العالم كله بأن الشعب المصرى يلتف حول دولته وقيادته ويدعم ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذه التحديات. ومن حيث الخصائص فقد شهدت الانتخابات منظومة متناغمة من العمل الوطنى سواء من حيث التنظيم والإجراءات اللوجستية التى تجعل المشاركة فى التصويت سهلة وسلسة للمصريين فى أكثر من 11٫600 لجنة فرعية وهو الدور البارز الذى قامت به الهيئة الوطنية للانتخابات, كذلك عدم ملاحظة أى خروقات أو تجاوزات, كذلك الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات عبر 15 ألف قاض وهو ما يعكس نزاهة وشفافية الانتخابات, إضافة إلى الدور المهم الذى تقوم به الشرطة المصرية فى حماية وتأمين المقرات الانتخابية. وقد كان لافتا الإقبال الشديد على المشاركة من جميع فئات المجتمع خاصة المرأة المصرية العظيمة والشباب وكذلك ذوو الهمم وهو ما يعكس الوعى السياسى الكبير للمصريين وإدراكهم أهمية هذه الانتخابات الرئاسية ودورهم فى صنع مستقبل بلدهم. ومن حيث المخرجات فإن هذه الانتخابات تمثل أهمية كبيرة لأنها تشكل محطة مهمة فى مسيرة العمل الوطنى وصنع المستقبل واستكمال مشروع النهضة الشاملة على جميع المستويات والذى بدأ منذ سنوات والذى يرسخ للجمهورية الجديدة. ولاشك فى أن المظهر الحضارى الرائع الذى ظهرت به الانتخابات والمشاركة الكثيفة والتنظيم الرائع ووجود المنظمات المحلية والأجنبية لمتابعة سير العملية الانتخابية, كل هذا تعكس قوة وقدرات الدولة المصرية ويعطى رسالة للعالم بمناخ الاستقرار السياسى والأمنى الذى تنعم به مصر رغم البيئة الإقليمية والدولية المضطربة.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: