رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حصون السلام والحرب فى غزة

فى مدينة شرم الشيخ، انطلقت جلسات مبادرة: شباب من أجل إحياء الإنسانية، ضمن فعاليات النسخة الخامسة والاستثنائية لمنتدى شباب العالم، ودار النقاش حول قضايا السلام وحل النزاعات والحروب، بهدف توحيد الجهود الشبابية فى مواجهة التحديات الحالية، وتعزيز المساعى نحو تحقيق السلام العالمى، وترسيخ القواعد البناءة فى وجدان الشباب وصولاً إلى تحقيق السلام والعدالة.

وعلى الرغم من عنوان المبادرة، الذى يحمل معانى قاسية على النفس، تلمح وكأن الإنسانية قد ماتت، وهو عنوان استهدف على الأرجح وخز الضمير العالمي، فإن العناوين التفصيلية لفعاليات المبادرة، عكست نضجا فى فهم أهمية بناء السلام فى القلوب والعقول أولا، وهو نفسه مضمون العبارة التى وضعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لنفسها، وحفرتها بعشر لغات على حائط حجرى فى حديقة بمقرها العريق. إنها العبارة التى تقول إنه: لما كانت الحروب تولد فى عقول البشر، ففى عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام. وإذا كان بناء حصون السلام مهما فى عقول البشر جميعا، فإن الأهم هو بناؤها فى عقول القادة السياسيين والعسكريين، الذين قد لاتصلهم تلك المعانى أبدا.

ذلك أنه على الرغم من حصيلة الحرب فى غزة التى حصدت ما يزيد على 15 ألفا من المدنيين، ورغم الاحتجاجات ضد الحرب والداعية لإغاثة غزة إنسانيا، وبالرغم من مناشدات القوى المدنية الحيّة بالعالم لتمديد الهدنة ووقف الحرب، ورغم تحذيرات بعض العسكريين ــ وآخرهم وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن ــ الذى قال إن إسرائيل تخاطر بهزيمة إستراتيجية فى غزة، برغم كل ذلك، إلا أن الهدنة انهارت وعادت طلقات الرصاص أكثر كثافة، وبلغ أعداد الشهداء من المدنيين الفلسطينيين المئات، خلال يومين فقط من انهيار الهدنة.

وتسلط هذه الحالة الضوء على المزاج النفسى والتفكير الخاص بالسياسيين والعسكريين الذين يصنعون قرارات الحروب الظالمة ويديرونها، وكيف يستعيدون إطلاق روح الشر، ويتخذون القرارات باستئناف الحرب، بعد أن عايش الجميع ثمار الهدنة لأيام. هؤلاء القادة لم يشغلوا فكرهم بصناعة السلام خلال الهدنة، وإنما انشغلوا أكثر باستئناف الحرب وإمعان القتل على الجانب الآخر، وانحسر تفكيرهم فى مصالحهم الذاتية. وكل ذلك يؤكد أهمية الرسالة التى حملها مؤتمر: شباب من أجل إحياء الإنسانية، الذى انشغل بتكريس صناعة السلام فى عقول الشباب، الذين سيقودون شعوبهم تاليا إلى بنائه، ولن يندفعوا بهم إلى أتون الحروب، فالإقدام على السلام فى الجو الصافى على قمة الجبل، هو أسهل وأرقى من طلبه عند السفوح.


لمزيد من مقالات رأى

رابط دائم: