يشكل التنسيق المصرى الأمريكى المتواصل عاملا مهما فى دعم واستقرار المنطقة فى ظل الشراكة الإستراتيجية التى تتسم بها علاقات البلدين، فهى علاقات متشابكة ومتينة على كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، تجسد الثقل الكبير الذى تتمتع به البلدان على المستوى الإقليمى والدولى.
وفى ظل تحديات كبيرة تواجه المنطقة وعلى رأسها الحرب المستعرة حاليا فى غزة واستمرار العدوان الإسرائيلى تبرز أهمية التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بتحقيق التهدئة والاستقرار، حيث تتوافق رؤى البلدين على عدة قضايا تتعلق بالجولة الحالية من الصراع الدموى بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، والتى تمثل ثوابت الموقف المصرى، وأهمها رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، باعتباره جريمة حرب تنتهك القانون الدولى الإنسانى، كما أنها تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإجهاض حل الدولتين. وفى هذا الإطار أكدت مصر بشكل قاطع وواضح رفض التهجير القسرى للفلسطينيين ورفض توطينهم فى سيناء ورفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومى المصرى، كما تتقارب رؤى مصر وأمريكا فى أهمية حل هذا الصراع من جذوره من خلال حل الدولتين، وذلك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، وإقامة بيئة طبيعية للتعايش والتعاون بين شعوب المنطقة.
وفى هذا الإطار جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس على هامش مؤتمر المناخ كوب 28 فى دبى، لتعكس العلاقات القوية والشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وأهمية التنسيق المصرى الأمريكى المتواصل بشأن احتواء الصراع الحالى، ومنع تحوله لحرب إقليمية، وتأكيد الثوابت المصرية فيما يتعلق بهذا الصراع، خاصة على المسار السياسى والمتمثل فى رفض التهجير القسرى للفلسطينيين فى غزة أو تغيير حدود القطاع أو إعادة احتلاله، والعمل على الانخراط فى المفاوضات من أجل تفعيل حل الدولتين، أو على المسار الإنسانى من خلال التنسيق بينهما للعودة إلى الهدنة الإنسانية التى انهارت مؤخرا ووقف إطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان قطاع غزة الذين يواجهون ظروفا إنسانية مأساوية غير مسبوقة فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والقصف الشامل والتدمير الكامل للقطاع، وخروج المستشفيات عن الخدمة وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والنازحين.
لمزيد من مقالات رأى رابط دائم: