هل من الممكن أن ينجح نيتانياهو فى خداع النخب الإسرائيلية السياسية، من معارضيه ومنافسيه، وأن يُدخِل عليهم الغش بأنه انتصر فى غزة؟ وهل يمكن أن يُصدِّق هؤلاء أكاذيبه، ويُكذِّبوا الأخبار المناقِضة التى بدأت تشيع من مصادرها الموثوقة؟ وهل يمكن أن يغفلوا عن قوة علامات الفشل، خلال الأيام الأخيرة، فى لغة جسده: نبرة صوته، وإطراقة عينه، وانكساره وهو ينصت، وهبوط كتفيه وهو يتكلم، وتردد خطوته على الأرض، واهتزاز وقفته أمام الكاميرات؟ ثم هل يمكن أن يتهاون هؤلاء فى مدى الإساءة التى تسبب فيها لإسرائيل أمام العالم بجرائم الحرب الرهيبة التى تعودوا أن تضع حكوماتهم عراقيل أمام إشاعتها فى العالم؟ وهل يمكن أن يغيب عن هؤلاء أنه بعد أكثر من 7 أسابيع لم يحقق خطوة واحدة نحو أهدافه التى أعلنها عن قدرته على القضاء التام على حماس، وعلى الإفراج عن أسراه بقوة السلاح واستعادتهم سالمين إلى أهلهم؟ ثم ماذا سيكون موقف حلفائه من الدول الكبرى وهم يرون الهوان البالِغ لسُمعة سلاحهم فائق التطور الذى أمدوه به مجاناً، ولكنه منح مقاتلى حماس فرصة أن يدمروه بهذه السهولة؟ أما السبق الذى حققته سياسات نيتانياهو على يد جيشه فى غزة فهو يزيد من تشويه صورتهم فى العالم، مما يرجح، إضافة إلى تهم جرائم الحرب، أن يكونوا أول من يتعرضون لتهمة اقتراف جرائم تلويث البيئة وانتهاك العدالة المناخية، وأن يكونوا أول من يُطالَب بدفع غرامة عن الأضرار البيئية، بعد أن ثبت أنهم استخدموا أسلحة تلوث مخلفاتها التربة، كما أن تهديدهم بالقنص للفلسطينيين إذا سعوا لدفن موتاهم، جعل عمليات الدفن تجرى على عجل فى حفر ضحلة، مما جعل الجثامين القريبة من السطح تُتْلِف الأرض الملامسة للهواء!
ثم، وبفرض صحة اتهامه لبعض قادة جيشه بالفشل والتقاعس، فإن هذا لا يعفيه من مسئولية التخطيط، أو على الأقل الموافقة على خطط، للإفراج عن أسراه بالقوة، وهى مهمة سقط فيها بنسبة 100%، فلم يتمكن من الإفراج عن أسير واحد، ولم ينجح فى العثور على جثمان واحد لأحدهم. ثم إنه استسلم بمهانة لشروط حماس بالتفاوض حول تبادل الأسرى، ورضخ سريعاً للإفراج عن معتَقَلِين فلسطينيين، وهو ما كانت تماطل فيه الحكومات الإسرائيلية السابقة.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: