واقعة ضبط إحدى شركات المواد الغذائية المصرح لها بصرف السكر التموينى بإخفائه ثم بيعه فى السوق السوداء بأزيد من سعره الجبرى، لم تكن الأولى و لن تكون الأخيرة، مادام بيننا أمثال هؤلاء الذين يستغلون الصعوبات التى تواجهنا، وظروف الحرب المحيطة بنا عسكرياً فى غزة، وسياسياً حولنا من قوى كبرى!. فهؤلاء التجار والوسطاء وبعض رجال الأعمال، بل والكثير من تجار التجزئة يمارسون داخل السوق المصرية سياسات المنع والاحتكار لرفع الأسعار، وتحقيق الملايين من المكاسب على حساب المواطنين واقتصاد البلاد، فى مجتمع يحتاج أكثر من أى وقت مضى، أن يتضامن فيه الجميع لعبور التحديات والضغوط التى تمارسها أطراف عدة على الدولة المصرية، التى تقف وحدها فى مواجهة قوى كبيرة من الأعداء. ويأتى من يطل علينا بالداخل فى تلك الظروف بجشعهم، ليستكمل دائرة السوء حولنا، وبدلا من أن يجعلوا من أدائهم الاقتصادى، مرتبطاً بمفاهيم الانتماء والشرف والاعتبار لأهلهم وبلادهم وقت الأزمة، فهم يتحولون إلى غول لتحقيق المكاسب، استغلالاً لها دون أن يشبعوا مما حققوه فى الماضى. إن أمثال هؤلاء يحتاجون بالفعل إلى عصا غليظة من كل الأجهزة المنوط بها مواجهتهم لإيقاف عبثهم فى السوق المصرية، ومواجهتهم بشدة واعتبارهم فى الظروف الراهنة مجرمى الحرب فى الداخل، لأنهم أشد أثراً علينا ممن نراهم من مجرمى الحرب فى الخارج، فهم يعيشون بيننا ونمنحهم الأمان والعمل فى السوق وتحقيق المكاسب، بينما هم فى الحقيقة يزرعون اليأس والإحباط فى نفوس شعب يتحمل الكثير من أجل بلده فيأتون هم ليحصدوا نتيجة صبره.. أمثال هؤلاء ممن يلعبون بقوت الشعب لا يستحقون إلا أشد العقوبات وتغليظها عليهم ليكونوا عبرة لمن يفكر أويفعل مثلهم
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: