رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
سيزداد العداء ضد إسرائيل!

حتى لو فاجأت إسرائيل العالَم وتَصرَّفت بحكمة تتناقض تماماً مع تسييرها للأمور، وقررت أن تُوقِف فوراً، وبصدق ودون مناورة، كل جرائم الحرب التى تقترفها ضد غزة منذ 6 أسابيع، فإن هذا لن يُنهِى حالة العداء ضدها التى تَسبَّب سياسيوها وقادة جيشها فى تأجيجها منذ ما قبل تأسيس دولتهم بعقود، ثم زادت فى الأسابيع الأخيرة التى انتهكت فيها كل المحظورات ضد غزة! فلا يمكن لعاقل أن يتوقع أن ينسى ضحايا إسرائيل جرائمها، التى تجسَّدت، فى هذه الأسابيع القليلة، فى قتل زيادة عن 12 ألفاً من المدنيين العزل، أكثر من نصفهم أطفال ونساء لم يشاركوا قط فى أى قتال، وتعذيب المدنيين بحرمانهم عمداً من الطعام ومياه الشرب والدواء والكهرباء والوقود، مع قصف وتخريب وهدم أكثر من نصف منشآت غزة، حتى المستشفيات والمدارس والحقول والطرق، والتسبب فى قتل المرضى فى المستشفيات، والأطفال فى المدارس، ولم تكن هذه الطفلة سوى حالة واحدة لمئات مثلها، وقد رآها العالم على التليفزيونات تبكى بحرقة وسط دمائها وتطلب من الطبيب أن يعيد إليها ساقيها اللتين بترتا فى القصف المتوحش بالقنابل والصواريخ! فهل يمكن لهذه الطفلة، ومثيلاتها، وأهلهم جميعاً، وكل من شاهدها وعاش محنتها، أن ينسى جرائم إسرائيل، وأن يمحو رغبته فى الانتقام، وأن يستسلم تماماً لمن يطلب منه أن يعيش فى سلام مع إسرائيل؟!

لقد قُضِى الأمر بعد أن زرعت إسرائيل ضدها بذرة كراهية، حتماً ستنمو وتثمر عداء مستحكماً سوف ينفجر فى المستقبل على يد الأطفال الصغار الذين عاشوا عذابات الرعب الرهيب التى حُفرت فى وجدانهم الغض، وفقدوا أهلهم وأحبتهم، ومن الطبيعى أن تنمو معهم رغبة الانتقام وأن يُعدّوا العُدة لذلك فى مستقبل يصعب تحديد موعده، ولكنه حتماً آت.

وما يؤكد ترجيح هذا التوقع أن إسرائيل لم تتصرف بحكمة ولم توقف جرائمها، ولكنها تزيد بالاستهانة بآخر قرار لمجلس الأمن، وترفض الهدنة التى يطالب بها القرار، وتستمر فى قصف المدارس وقتل الأطفال، وتتمسك فقط بأن يُنَفِّذ المجلس جانباً واحداً من قراره بالإفراج عن أسراها، فى تحدٍ صارخ بإبداء أنها فوق قرارات المجلس الذى هو الجهة الأممية الأولى المعنية بحفظ السلم والأمن الدوليين، كأكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة!

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: