تركنا علاء نصار لنكتب فيه كلمات الرثاء! .. أهو أنت يا علاء، الذى نكتب فيه سطور الرثاء بحبر الأهرام؟! نعم إنه أنت يا صديقى الذى عرفته وعرفناه.. من كان معنا، قريباً لنا، الذى عاش لسنوات فى بلد آخر، لكنه كان معنا يسكن القلوب، وتُعجب به العقول، وتخرج منا أصوات الإعجاب بخطوطه، وأدائه الذى يعبر عن صحفى مبدع، وفنان يمتلك أدوات مهنته التى عاش فيها كل حياته، وأجمل أوقاته منذ تخرجه فى إعلام القاهرة بعدنا. لقد تركنا علاء نصار الذى ذاب عشقا فى مدرسة الأهرام، وعمل بها وتعلم منها، لكنه طور من أدائه، وتجدد مع انفتاحه على المدارس الأخرى، ليصبح واجهتها المستنيرة لكل ما هو جديد فى الإخراج الصحفى. ذهب علاء الذى طالما شكل السطور، وجعلها بين يديه لوحة من التعبير عن الرسالة التى تحملها فيجعلها أكثر عمقاً وتأثيراً، لأنه لا يعرف سوى العطاء، ولا يعمل إلا بضمير حى، وأمانة تعظيم تأثير الكلمة، الذى لا يضن على زملائه بأدائه الفنى فى إخراج وتقديم محتواهم فى أبهى رداء له. وعندما تتحدث عن علاء فأنت تعبر عن القيم الإنسانية التى غيبتها صعوبة الحياة، فكان مخلصاً رقيقاً محباً للجميع، خدوماً هادئاً راضياً بإرادة الله، منافساً شريفاً لأقرانه، يعيش ثكناته الهادئة التى تدرك أن الحياة كلها لا تستحق صراعاً، بل محبة ووداً وسلاماً.. وكسب علاء الرهان فذهب إلى عالم العدل والرحمة والراحة الأبدية التى لا شقاء بعدها ولا صراع. نعم قد هدأت الآن يا علاء، ولكن قلوبنا وقلوب أحبابك لم تهدأ على الفراق فهل ستأتى يا أخى كعادتك لتواسينا أنت على الفقد ولو للمرة الأخيرة؟!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: