المُرَجَّح أن المَشاهِد التليفزيونية، عن التظاهرات الدائرة ضد عدوان إسرائيل الرهيب على غزة والتى تنتشر فى أغلب البلاد، لا تكفى للحكم على واقع الرأى العام، لأسباب كثيرة منها أن هذه المشاهد لا ترصد الممتنعين فى نفس اللحظة عن إبداء رأيهم. وقد جاء استطلاع جديد للرأى أجراه معهد جالوب على أكثر من 12 ألف أمريكى، يومى 8 و9 نوفمبر الحالى، أى منذ أيام قليلة مضت وبعد أن تبيَّنت أبعاد جرائم الحرب الدامية التى يقترفها الجيش الإسرائيلى ضد المدنيين العزل فى غزة، ليشير الاستطلاع إلى أن عدداً أكبر من الأمريكيين (37 بالمئة) يتعاطفون مع الإسرائيليين بأكثر من المتعاطفين منهم مع الفلسطينيين (15 بالمئة)! وذلك وفق نتائج الاستطلاع التى نشرتها صحيفة واشنطن بوست. وينبغى، فى كل الأحوال، أن تُؤخَذ هذه النتائج بقدر من التحرز، بعد ما ثارت شُبُهات خلال السنوات الماضية عن تَعَمُّد بعض القائمين بالاستطلاعات أن يتلاعبوا بالنتائج للتأثير على كتلة من الرأى العام معلوم أنها تنساق إلى ما تراه الأغلبية فى مثل هذه الاستطلاعات. وكانت أوضح الأمثلة على هذا التلاعب أن نتائج الاستطلاعات قبل الرئاسة الأمريكية تتضارب، حيث ينحاز بعض منها إلى أن فرص مرشح بالذات أقرب للفوز، بينما ينحاز البعض الآخر، عن نفس الفترة، إلى أن فرص المرشح المنافس أفضل! وفى كل الأحوال فإن إسرائيل لا تعتمد فى الأساس على نتائج هذه الاستطلاعات، وإنما على الدعم العسكرى والاقتصادى والسياسى الذى يتدفق عليها بسخاء من أصدقائها، الذين يزيدون بتعطيل أى قرارات ضدها فى الهيئات الدولية. ثم تأتى نتائج الاستطلاعات المشار إليها لتجعلها أكثر ثباتاً أمام التظاهرات التى تتأجج ضدها عبر العالم. أنظر إلى الثقة التى يتحدث بها بنيامين نيتانياهو وهو يقول هذا الأسبوع: إن أهداف إسرائيل هى القضاء على (الإرهابيين)، ويؤكد ما سبق أن أعلنه عن أن الخسائر فى صفوف المدنيين هى أضرار جانبية، وأنها تحدث فى كل الحروب. وأما وزير خارجيته إيلى كوهين، فقد قال الأحد الماضى إن إسرائيل ستواصل تحقيق أهدافها وإنها تتلقى دعماً غير مسبوق على المسرح العالمى. وأضاف أنه حتى لو توقف الدعم الدولى فسوف تستمر إسرائيل نحو القضاء التام على حماس والإفراج عن كل الأسرى.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: