تولى مصر أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع دول القارة الإفريقية فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والثقافية، فى ظل الطفرة الكبيرة فى التعاون بين مصر ودول إفريقيا خلال عهد الرئيس السيسي.
وانطلاقا من أن إفريقيا تعد قارة واعدة فى مجال الاستثمارات والتجارة بما لديها من ثروات طبيعية وبشرية هائلة وسوق واسعة تتجاوز 1٫2 مليار نسمة، فقد ارتكزت الإستراتيجية المصرية على أهمية تعزيز وتفعيل التعاون والتجارة البينية بين الدول الإفريقية وذلك فى إطار تحويل إفريقيا من قارة مصدرة للمواد الخام إلى الخارج وسوق لتصريف منتجات الدول الكبرى والمتقدمة، إلى قارة قادرة على تحقيق التنمية الحقيقية الشاملة والمستدامة وتوظيف واستغلال ثرواتها لمصلحة أبنائها، وهو ما يسهم فى رفع مستوى الشعوب الإفريقية وفى تجفيف بيئة الفقر وبالتالى مواجهة الإرهاب وظاهرة الهجرة غير المشروعة. وقد انعكس هذا التطور فى زيادة حجم التبادل التجارى الإفريقى فى إنشاء اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى حيث يسهم رفع العوائق والحواجز الجمركية وغير الجمركية فى زيادة التبادل التجارى البينى الإفريقى.
وفى هذا الإطار فإن انعقاد المعرض الإفريقى للتجارة البينية للمرة الثانية فى القاهرة، والذى زاره الرئيس السيسى أمس، يعكس الدور المصرى البارز فى تعزيز التجارة البينية الإفريقية، حيث تقام الدورة الثالثة لهذا المعرض تحت عنوان: الربط بين الأسواق الإفريقية، وينظمه البنك الإفريقى للتصدير والاستيراد (أفريكسم بنك) بالتعاون مع الاتحاد الإفريقى وأمانة اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية بهدف زيادة معدلات التجارة البينية بين الدول الإفريقية وعرض الفرص والمقومات الاستثمارية الكبيرة المتاحة بالقارة السمراء.
ولاشك أن تعزيز التجارة البينية الإفريقية يمثل أهمية كبيرة فى ظل تزايد التحديات العالمية والإقليمية مع استمرار الأزمات الاقتصادية العالمية والحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرات التغيرات المناخية السلبية على إفريقيا من تصحر وجفاف وشح المياه.، كما أن تفعيل التعاون الاقتصادى الإفريقى يتطلب تسوية الحروب والصراعات المنتشرة فى بعض دول القارة والتى تعوق تحقيق التنمية وتوظيف الموارد، كذلك مواجهة تحديات الإرهاب والهجرة غير المشروعة وغيرها، وهذا بدوره يتطلب المزيد من التعاون الإفريقي، وتنسيق الرؤى والسياسات الاقتصادية الإفريقية للاستفادة من التنافس الدولى على إفريقيا فى جذب الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا وهو ما تعمل مصر عليه وذلك لصالح أبناء إفريقيا.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: