لعل من أهم ماأبرزه احتفال مؤسسة الأهرام بوصول جريدتها اليومية إلى العدد رقم 50 ألفا منذ إصدارها من 148 عاما، هو هذا الاحتفاء الذى أبداه كل صحفيى مصر الذين ينتمون إلى المهنة العريقة بهذا الحدث، فكان رد فعلهم لايقل تقديراً وسعادة عمن ينتمى بالعمل لهذه المؤسسة. وجاءت كلمة الرئيس السيسى للأهرام بهذه المناسبة تتويجاً رائعاً لهذا الحدث البارز والمتميز فى تاريخ الصحافة المصرية، وتعبيراً عن اعتزاز وتقدير القيادة المصرية بدور الصحيفة والعاملين فيها فى تاريخ مصر بما عاصرته من الأحداث لتكون ذاكرة مصر والعالم العربى المعاصرة وتعكس بكل دقة ومهنية كل تفاصيل الحياة المصرية على اختلاف ألوانها وتباين فنونها ومذاهبها. وبقى الأهرام هو حلم من أراد اللحاق بمهنة القلم، لأنه بقى كبيرا بمن كانوا فيه، مبدعاً بإبداعات من احترموا عقول جمهورهم، ونبراساً لتنويرهم،ناقلين لحقيقة آرائهم المتنوعة التى لاترى فرقاً بين مؤيد ومعارض إلا بهدفه من أجل الوطن. فالأهرام هو من كتب فيه كل رموز الإبداع، ومن كان يربى أجيالاً متجددة من هذه الرموز عبر مدرسته الصحفية والفكرية الوطنية، ويعد البيت الكبير الذى نهل منه كل من مارس المهنة، فلم يعد أبداً ملكاً لمن يعمل فيه فقط، بل أصبح رمزا للصناعة كلها، يتمنى كل من يعمل فيها للأهرام أن يكبر ويبقى دائماً فى مكانته التى يستحقها،لأنه ضمانة لبقاء الجميع، ومرجعية لمن ينتمى إلى تلك المهنة. أما من عمل وشارك وكتب فى الأهرام، فيكفيه أنه سطر بحروف قلمه، جزءاً من تاريخ أمته فى صفحات سيخلدها التاريخ له، وسيذكر الأبناء والأحفاد أنه كان هنا.. كان فى مؤسسة عاشت فى دمه، وعاش فيها ومعها مرفوع الرأس والقلم!
لمزيد من مقالات حسين الزناتى رابط دائم: