تتميز سياسة مصر الخارجية منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية، بالتنوع والشمول، والتوازن فى العلاقات، دون جنوح إلى شرق أو غرب، والحرص على تحقيق مصالح مصر العليا، وأمنها القومى، وحماية حقوق ومصالح شعبها، والالتزام بالقانون الدولي.
من هذا المنطلق، وعلى الرغم من انشغال المجتمع الدولى بكامله هذه الأيام، وعلى رأسه مصر بطبيعة الحال، بالأحداث الخطيرة التى تجرى فى قطاع غزة، على حدود مصر الشمالية الشرقية منذ السابع من أكتوبر الماضى، فإن هذا لم يمنع الإدارة المصرية من متابعة مختلف ملفات السياسة الخارجية الأخرى ذات الأهمية القصوى، وبخاصة تلك التى تتعلق بأمن مصر المائي، وعلاقاتها بمحيطها الإفريقي.
ولذلك، جاء لقاء الرئيس أمس الأول سيلفا كير رئيس جنوب السودان، تعبيرا عن اهتمام مصر بالوقوف بشكل مستمر بجانب هذا البلد الشقيق، لاسيما فى مجال بناء القدرات، وتقديم الخبرات الفنية، والتعاون فى مختلف المجالات، بحكم التاريخ الممتد الذى يشهد على دعم مصر الذى لم يتوقف لتطلعات شعب جنوب السودان نحو مستقبل أفضل.
وظهر واضحا خلال اللقاء، وأيضا من خلال كلمات الرئيسين فى المؤتمر الصحفى المشترك عقب المحادثات، وجود إرادة سياسية قوية لدى البلدين لتعزيز علاقة المشاركة الإستراتيجية المتكاملة، فضلا عن دعم مصر الكامل لكل جهود تحقيق السلام فى هذا البلد، الذى يشمل، كما أشارا، تعزيز وتطوير التنسيق السياسى والعسكرى والأمنى، خاصة فى ضوء استمرار الأزمة السودانية بتداعياتها الخطيرة على كل دول المنطقة، وفى مقدمتها دول الجوار.
وكان الجزء الأهم فى هذا اللقاء هو ما تعلق بقضية الأمن المائى التى تعد ملفا مصيريا بالنسبة للبلدين، سواء من حيث الرؤية التى تتبناها مصر بشأن ضرورة أن يبقى نهر النيل مصدرا للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع دول وشعوب حوض النيل، وما يعنيه ذلك من ضرورة تأكيد التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، أو أيضا من حيث تكثيف التعاون المثمر بين مصر وجنوب السودان فى مجال مشروعات الموارد المائية والري، بهدف تعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: