رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

غزة.. بين الهدنة ووقف النار

 

أظهر المؤتمر الصحفى بين وزراء خارجية مصر والولايات المتحدة والأردن فى عمّان، التباين الكبير فى وجهات النظر بين الموقف الأمريكى والمواقف العربية، وضمن هذا السياق برزت نقطتان أساسيتان للاختلاف:

الأولى الاختلاف ما بين الهدنات الإنسانية ووقف إطلاق النار؛ فبينما يتمسك الموقف العربى بوقف النار، فإن الموقف الأمريكى ينحاز إلى إقرار هدنات إنسانية مؤقتة (قد لا تزيد على 24 ساعة)، لتحقيق أهداف سريعة تستأنف بعدها إسرائيل حربها فى غزة. والثانية أن الموقف العربى يعطى الأولوية لحياة المدنيين الفلسطينيين، الذين كانوا أكثر من تضرر من الحرب التى يرفض الجانب العربى توصيفها بأنها دفاع عن النفس. وبينما يقدر الجانب الأمريكى الوضع الإنسانى للسكان فى غزة، فإنه يرى أن ذلك لا ينبغى أن يمنع إسرائيل من ممارسة ما سماه الوزير الأمريكى أنتونى بلينكين بالحق فى الدفاع عن نفسها ضد حماس، بهدف منعها من تكرار ما حدث فى 7 أكتوبر، حيث ترى وجهة النظر الأمريكية أن وقف النار الآن سيمكن حماس من إعادة تنظيم صفوفها وتكرار الهجمات.

هكذا يبدو الفارق كبيرا بين الهدنة (الأمريكية) ووقف إطلاق النار(العربي)، فالأولى تستهدف تحقيق مطالب سريعة (بالأخص إطلاق سراح الرهائن والأسرى من الإسرائيليين ومن باقى الجنسيات)، وهو مطلب إنسانى وقانونى وأخلاقى، لكنه على الأرجح سوف يحرر الموقف السياسى والعسكرى لإسرائيل فى المضى قدما فى الحملة العسكرية على القطاع، مما يكون بداية لجولات أشد من الحرب والمآسى الإنسانية، وفترة قصيرة يتمكن بها الجانب الإسرائيلى من فرز المعلومات، وإعادة ترميم الخطط العسكرية، ومن ثم مزيد من الضحايا المدنيين. بينما يستهدف وقف إطلاق النار العربى التوقف عند هذا الحد من الضحايا ورفض التهجير، وإتاحة الفرصة لانطلاق عملية سلام تتعامل مع أساس وجوهر القضية.

وربما كان التوافق الأساسى بين العرب والولايات المتحدة هو حول ضرورة منع فتح جبهات أخرى فى الحرب أو توسعتها إقليميا، وتقديم المعونة الإنسانية للفلسطينيين، مع الاختلاف حول مداها وكفايتها.

وكان موقف مصر واضحا فى تأكيد الوزير سامح شكرى أن استهداف المدنيين الأبرياء والمنشآت المدنية والطبية ومحاولات التهجير القسرى لا يمكن أن تكون دفاعا شرعيا عن النفس،مطالبا بضرورة أن تقلع إسرائيل عن مخالفة قواعد القانون الدولى وقوانين الحرب،وداعيا إلى الكف عن التعامل مع القضايا التى تهدد الأمن والسلم الدوليين بمعايير مزدوجة، مع ضرورة التركيز الآن على وقف النزاع وإدخال المساعدات.


لمزيد من مقالات رأى

رابط دائم: