رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
الديمقراطية الغربية وجرائم غزة!

تُرجِّح الانطباعات المباشرة بأن شيئاً ما خطأ، أو على الأقل شديد الغرابة والغموض، فى الديمقراطية الغربية، وعلى نقيض الدعاية الناجحة الرائجة لها طوال العقود الماضية، وهو ما يتجلَّى فى مثل هذا التناقض الصارخ بين مواقف بعض الحكومات هناك وبين المواقف العَلَنية المتأججة لجماهير شعوبها، إزاء العدوان الإسرائيلى الرهيب الذى ينتهك كل القوانين والأعراف، بأشد الأسلحة فتكاً، بطائرات حربية وهليكوبتر، والمدفعية والصواريخ والقنابل الفوسفورية المُحرَّمة دولياً، على سكان غزة المدنيين العزل، ومنعهم من الحصول على الكهرباء والغذاء والماء والدواء والاتصالات والإنترنت، وقصف منازلهم ومستشفياتهم، وقتل الآلاف منهم فى عدة أيام، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وكل هذا يُعرَض على الهواء على العالم كله بأحدث وسائل الاتصال والتواصل..إلخ. من الأسئلة المهمة: كيف يمكن لهذه الحكومات أن تزعم أنها تُعبِّر عن ناخبيها الذين يدينونها بأعلى الأصوات فى الشوارع والميادين؟ وكيف تتجانس الحكومات مع الأحزاب المعارضة لها، ويشكلون جبهة واحدة فى مثل هذه القضية؟ وكيف يتوافق كل هؤلاء على استمرار الأوضاع حتى لو كانت بهذا التناقض مع شعوبهم؟ وأين المواقف المؤثرة من المثقفين والمستقلين؟ ومن يمثل الشعوب فى مثل هذه المواقف حيث ملايين المواطنين يرون أنه ينبغى سحب الثقة من حكوماتهم؟ على سبيل التذكرة فإن ما يحدث الآن هو تكرار أقل حدة وتناقضاً مما حدث قبل الغزو الأنجلو أمريكى للعراق، فبعد رفض الأمم المتحدة للغزو، فإن المقارنة تؤكد أن الرفض الجماهيرى آنذاك كان أكبر مما يحدث الآن ووصلت التظاهرات إلى عدة كيلومترات فى أكبر المدن، وانضم لها عدد أكبر من أشهر النجوم..إلخ. وكانت النتيجة المعروفة عجز كل هؤلاء عن إيقاف الغزو! بل حتى بعد أن تبينت أكاذيب حجج الإصرار على الغزو، بزعم أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وبعد فضائح تعمد الكذب وكشف الجرائم ضد العراقيين المدنيين، نجح دبليو بوش فى الانتخابات التالية!!

فهل تتبدد مواقف الشعوب بهذه السهولة والسرعة؟ أم أن التظاهرات مهما تكن تبدو هائلة وعارمة فهى أقل وأضعف من أعداد جماهير أخرى أكبر وأقوى لا تشارك فى التظاهرات؟ أم أن فنون الدعاية الرهيبة تُضعِف الذاكرة الجمعية؟

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: