رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
خدعة حماس لإسرائيل

بدأت تتجمع فى وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية معلومات مثيرة للارتباك عن خلفيات ما يحدث فى إسرائيل، لأنه قد توافر الآن لعموم المتابعين ما يؤكد أنه كان لدى إسرائيل معلومات من مصادر موثوق بها، منها أجهزة استخبارات إسرائيلية، عن أن حماس كانت تخطط لضربتها فى 7 أكتوبر، قبل الضربة بفترة كافية تسمح لإسرائيل أن تقوم بتدابير التصدى والتعامل مع الضربة، إلا أنها لم تفعل! وهذا ما يثير التعجب حول لماذا لم تفعل! مما يطرح احتمالات تتراوح بين عدم اقتناع صناع القرار الإسرائيليين بصحة المعلومات، أو أنهم اقتنعوا وقرَّروا إتاحة الفرصة للضربة ليتخذوها مبرراً للإقدام على خطوات مخطط لها سلفاً، مثل تصعيد هجومهم ضد غزة، وقد يكون من التصعيد أن يتدخلوا برياً بعمليات شديدة العنف، لدفع أهل غزة للفرار، فيتحقق حلم صهيونى قديم بإخلاء القطاع!

من هذه المعلومات الأخيرة ما وصل للقيادة الإسرائيلية، قبل شهر من بدء ضربة حماس، حيث التقط جنود إسرائيليون على حدود غزة صوراً لحشود عسكرية لمقاتلى حماس يظهرون بالعين المجردة، وأبلغ الجنود قادتهم أن عناصر حماس تخطط لهجوم كبير، لكن القيادة تجاهلت كلامهم، وقالت إن هذا تمرين روتينى لمقاتلى حماس! وهناك معلومة أخرى قد يكون فيها ما يفسر هذا الخطأ، حيث أذاعت قناة (كان 11) الحكومية المجانية، التى تُدار من قبل هيئة البث الإسرائيلى، إن بنيامين نيتانياهو شخصياً وقع فى خدعة من حركة حماس، لأنها، وبينما كانت تقوم بتجهيزات ضربتها الكبرى، أبلغته برسائل أعلنت فيها عن استعدادها للمضى قدماً فى صفقة تبادل أسرى تُفرِج فيها عن جنديين إسرائيليين لديها من عام 2014، مع جندى ثالث أسروه بعدهما، مقابل الإفراج عن أسرى لحماس. ثم دخل الطرفان فى مفاوضات مكثفة غير مباشرة جرت عبر وسطاء على أعلى مستوى سياسى فى إسرائيل، وأدارها مسئولون من مكتب نيتانياهو! وهذا يفسر كيف لم يتخذ نيتانياهو تحذيرات جنوده وغيرهم بجدية ظناً منه أن حماس راغبة فى التهدئة لإبرام صفقة تبادل الأسرى.

بعض خصوم نيتانياهو فى إسرائيل يرون أنه يهدف من وراء تصعيده الرهيب ضد غزة أن يُغَطِّى على فشله الفادِح فى توقع ما جرى، وعلى عجز خبرائه عن فهم طبيعة ما يدور واحتمالاته.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: