نظرة غريبة تَعتبر الحرصَ على إقامة الاحتفالات بمناسبات الفن والرياضة من المساخر التى يجب التوقف عنها توقيراً للحظة عامة عصيبة! خشية أن يُظَنّ أن المشاركين والحضور يبتهجون، أو لا يَعتدّون بالأحزان العامة! ومن أعراض الأخذ بهذه النظرة، التى يُعلَن عنها من وقت لآخر، دعوات إلغاء الحفلات الفنية والمباريات الرياضية، وتقترن الدعوة أحياناً بنقد شديد لهؤلاء الذين لا يعيشون مشاعر الشعب والأمة..إلخ! وكان من هذا الدعوة الأخيرة الخاصة بإلغاء أو تأجيل مهرجان القاهرة السينمائى، وقيل فى تبرير الدعوة إنها احتراماً للشهداء والجرحى من ضحايا العدوان الإسرائيلى الرهيب بأشد الأسلحة فتكاً ضد مدنيين أبرياء. ودون الدخول فى تعقيدات مثل هذه الدعوة الأخيرة فيما يخص مهرجان القاهرة السينمائى فى تصنيفه العالمى الذى من شروطه الالتزام بمواعيد محددة، فإن الجدير بالإشارة الآن، هو أن الفنون والرياضة ليست من المساخر التى لا يجوز أن يُسمَح بها علناً إلا فى أوقات السلام والهدوء، بل إن الفنون والرياضة مطلوبان فى كل الأوقات خاصة فى أوقات المحن والحروب، لما لهما من أثر عام شديد الإيجابية لما يطول فيه الكلام، ويكفى الآن التذكرة بأن أم كلثوم، وهى أكبر عَلَم يُشار إليه فى مجال الفن، ظلت تقيم حفلاتها بعد الهزيمة المريرة عام 1967، بل وأضافت إليها حفلات أخرى خارج الوطن، وخصصت كل الدخل للتبرع للمجهود الحربى، ولإقامة مشروعها الخيرى (الوفاء والأمل) الذى تعثر لأسباب أخرى غير الأخذ بوجهة النظر المشار إليها.
كما اتخذ مجلس إدارة النادى الأهلى الأسبوع الماضى موقفاُ مُقَدَّرا، قبل مباراته مع فريق سيمبا التنزانى، عندما قرر تخصيص العائد المالى بالكامل من تذاكر المباراة لصالح (الأشقاء فى غزة)، كما جاء فى بيان للنادى، الذى تقدم أيضاً بطلب للسلطات الأمنية للموافقة على الحضور الجماهيرى بالسعة الكاملة لاستاد القاهرة لتعزيز فرصة مشاركة أكبر عدد من جماهير الأهلى، ليتوافر إيراد أكبر فى دعم الأشقاء. وأضاف النادى خطوة أخرى بالتنسيق مع وزارة الصحة بتخصص 6 سيارات من الوزارة أمام استاد القاهرة صباح يوم المباراة للتبرع بالدم للأشقاء فى فلسطين، كما دعا جميع أعضائه فى كل الفروع للتبرع بالدم، وقرر أن يرتدى لاعبوه شارات سوداء فى المباراة حداداً على الشهداء فى فلسطين.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: