ما كان يمكن تصديق أن أصحاب هذه الهلوسة فى إسرائيل يسمونها (خطة)! ويرون أنه من السهل إخلاء قطاع غزة من أكثر من مليونى نسمة، فى سابقة ليس لها مثيل فى الحروب الحديثة، خاصة مع وسائل الإعلام التى لا تكتم أسرارا حتى لو كان من الممكن السيطرة على بعضها بعض الوقت. ويتحامى أصحاب الخطة المزعومة بمساعدات كونية من المساءلة والعقاب رغم أن خطتهم وسيلة إيضاح لجرائم رهيبة محددة بنصوص القانون، بإجبار السكان المدنيين، وفيهم أطفال ونساء وشيوخ، على الفرار تحت وابل متواصل من القصف الرهيب الذى يوقع القتلى والجرحى بالآلاف، ويهدم فوق رءوسهم المنازل والمستشفيات والمدارس، ويلوث عليهم الهواء، ويمنع إمدادهم بالمياه والكهرباء والطعام والدواء!!
وقد أحسن موقع (روسيا اليوم)، الاثنين الماضى، بنشر هذه الهلوسة فى تقرير معلومات عن مشروع إسرائيلى يفيد فى معرفة كيف يفكرون؟! كشف التقرير، الذى أعدّه معهد (ميسجاف) الإسرائيلى لبحوث الأمن القومى وللاستراتيجية الصهيونية، أدق التفاصيل للخطة الإسرائيلية المرتقبة لتهجير جميع سكان قطاع غزة إلى مصر! تقوم الفكرة الأساسية على أن هناك نحو 10 ملايين شقة فى مدينتى 6 أكتوبر والعاشر من رمضان، نصفها على الأقل جاهزة وخالية، وأن تكلفة الوحدة الكافية لإسرة فلسطينية نحو 19 ألف دولار، أى أن إيواء كل الأسر الغزاوية يتكلف ما بين 5 إلى 8 مليارات دولار! (ملحوظة خارج التقرير! تَذَكَّر أن الإخوان كانوا وافقوا على مشروع توطين أهل غزة فى سيناء مقابل مبلغ مقارب). ثم يضيف التقرير فوائد جمة تعود على إسرائيل بضم القطاع..إلخ. ولا تعرف كيف أتى التقرير بكل هذه الثقة بأن توافق مصر سريعا على هذه الصفقة لأنها، كما يقول التقرير، فى حاجة شديدة لهذه الأموال! واستمرارا لتبسيط الموضوع يقول التقرير إن إجمالى عدد سكان غزة حوالى 2 مليون نسمة، أى أقل من 2 بالمائة من إجمالى سكان مصر، حيث يعيش فيها بالفعل اليوم نحو 9 ملايين لاجئ من عدة جنسيات عربية أخرى!
واضح أن عباقرة التقرير لا يَعتَدُّون بآراء أهم عنصرين فى القضية، الشعبين الفلسطينى والمصرى، ولم يشيروا قط إلى أخبار الرفض المطلق من الشعبين وقادة البلدين، ولم يذكروا أن الفكرة لم تنل أى تأييد فى البلدين!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: