رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
خيارات نيتانياهو الدموية

أحد المفاتيح المهمة التى تُساعد على تَوقُّع ما سيجرى فى غزة هذه الأيام، ما نشرته بعض الصحف الإسرائيلية عن أن نيتانياهو يُجَهِّز نفسه من الآن لليوم التالى بعد الحرب، عندما يجلس أمام لجنة التحقيق فى مواجهة الاتهامات الكبيرة الموجهة له فى قضايا فساد، وفى العدوان على السلطة القضائية. مما يجعل حالته هذه تدفعه إلى اتخاذ قرارات متطرفة يُشعل فيها النيران ضد غزة من أجل تحقيق أكبر إنجازات ضد الفلسطينيين، علها تُحسِّن موقفه العام أمام الإسرائيليين وتُخفِّف من التبعات المحتملة.

وهكذا، فإن التوقعات تُرجِّح أنه سيتخذ سريعاً موقفاً متطرفاً ضد غزة، يتراوح بين اجتياحها بالكامل، أو القيام بعملية برية حاسمة حتى لو كانت دون الاقتحام الكامل، بأمل أن يُلحِق بالمقاومة الفلسطينية ضربات مدمرة وأن يتمكن من تحرير الأسرى. هذا الاندفاع بهذا السقف قد يورط نيتانياهو فى إغفال تعقيد الموقف الإقليمى الذى يهدد باشتعال حرب إقليمية، لأنه سوف يستفز قوى أخرى، على الأقل حزب الله، الذى جرَّبه الإسرائيليون قبلاً وعرفوا أن قوته أضعاف ما تمتلكه حماس، وأن قدرته مؤكدة على إلحاق خسائر جسيمة بإسرائيل. أضِف إلى هذا طرحاً شديد الأهمية، يقارِن فيه بعضُ الخبراء العسكريين الأمريكيين بين الجندى الإسرائيلى ومقاتل حماس، ويستخلصون أنه ليس لدى الإسرائيليين، وخاصة المستدعين من الاحتياط، خبرات حرب حقيقية، كما أنهم ليسوا فى أهبة الاستعداد للقتال، وحتى من هم فى الخدمة، فمعظمهم تكوَّنت خبراتُهم فى الضفة الغربية حيث كان دورهم مجرد قمع مظاهرات المدنيين الفلسطينيين، وكانت مواجهاتهم غالباً ضد صبية فى نحو الرابعة عشرة! أما مقاتل حماس، فهو مدرب جيداً وفى جهوزية قتال، ولديه عقيدة قوية فى الدفاع عن أرضه، وليس لديه ما يخاف عليه، فحياته قبل الحرب انحدرت إلى درجات من السوء لا يدركها الجندى الإسرائيلى. كما أن كثيرين من الجنود الإسرائيليين من مزدوجى الجنسية يعيشون فى إسرائيل بتصور أنها توفر لهم حياة أفضل، أما إذا كانت حياتُهم مهددة فليعودوا إلى بلادهم الأخرى. كما يضيف هؤلاء الخبراء بأن أية اشتباكات بين جنود الطرفين، تُقيِّد الطيران الإسرائيلى، الذى هو نقطة تميز قوة إسرائيل، خشية أى تصيب قواتها على الأرض، وهذه يتمناها مقاتلو حماس ليواجهوا الجنود الإسرائيليين وجهاً لوجه.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: