رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الانضباط أساس العملية التعليمية

يتوجه اليوم أكثر من 25 مليون طالب وطالبة إلى حوالى 60 ألف مدرسة، فى شتى أرجاء هذا الوطن العريق، مصر.

وحتما فإن أى متمعن فى هذه الأقارم لابد أن يقفز إلى ذهنه هذا السؤال : كيف يمكن إدارة عملية تعليمية جبارة كهذه يا ترى؟.. فإذا علمنا أن هيئة التدريس التى ستدير هذه المنظومة الهائلة يقترب عددها من مليون معلم ومعلمة، علاوة على مئات الآلاف من الإداريين، ومعاونى الخدمات، ومجموعات النظافة وغيرهم، فإن الدهشة ستزداد أكثر وأكثر. وللحقيقة فإن أعداد القائمين على منظومة التعليم المصرية يكاد يزيد على عدد سكان عدة دول مجتمعة معا، فكيف تدار هذه الماكينة الهائلة الحجم يا ترى؟.

هناك بالتأكيد قواعد صارمة تحكم سير العمل بالمدارس والجامعات، مهما حاولنا شرحها فلن تكفى آلاف الصفحات، لكن يكفى القول إن الانضباط هو المحرك، أو الموتور، الذى بدونه لا يمكن للتعليم أن يتم بنجاح، فيحقق المطلوب منه.

والانضباط لا يتوقف فقط على جانب واحد دون بقية الجوانب. إنه يجب أن يمتد ليشمل الطلاب، والمعلمين، والإداريين، بل وحتى عمال النظافة والصيانة بكل مدرسة.

وليس هذا فحسب، وإنما ينبغى أن يغطى الانضباط الجوانب الأخلاقية والقانونية واللوائح، بحيث لا نرى تضاربا بين لائحة وأخري، أو عشوائية فى التطبيق فى أى مدرسة.

وبالتأكيد، فإن أول محطة سينطلق منها قطار الانضباط الدراسى هى المدرسة، بطلابها، ومدرسيها، وإدارتها، وعمالها، بل وحتى بأولياء أمور هؤلاء الطلاب، لأنه بدون التعاون بين البيت والمدرسة لن تكتمل العملية التعليمية.

إن المقصود هنا، هو أننا نريد للعام الدراسى الحالى 2023/2024 أن يكون أكثر الأعوام انضباطا ونظاما والتزاما، على اعتبار أن البلد كله مقدم على مرحلة تاريخية غاية فى الأهمية، سوف تكون بدايتها استكمال استحقاق الانتخابات الرئاسية الذى ستنطلق بعده مصر فى سباق مع الزمن لإتمام عملية التنمية التى كانت قد بدأت قبل عشر سنوات من الآن.

انضباط المدرسة يعنى أن يدخلها التلميذ فيجد فيها التزاما بالنظام والاحترام، بدءا من طابور الصباح، مرورا بانتظام الدراسة داخل الفصل، وليس انتهاء بنظافة الفصول والفناء ودورات المياه.

إننا نريد للمدرسة أن يعود إليها دورها الذى فقدته فى سنوات مضت. ومن يتابع تصريحات وزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازي، سيدرك أن هذا العام الدراسى قد وضعت له قواعد غاية فى الوضوح، تضمن تحقيق هذا الانضباط.

ويكفى هنا الإشارة إلى إرسال الوزارة كتبا دورية إلى كل مدرسة، بكل محافظة، تتضمن التشديد على مسائل مثل الحضور والانصراف، واحترام المعلمين، والتعامل مع أولياء الأمور، حتى لا تتكرر تلك الوقائع المؤسفة من تجاوزات أولياء الأمور فى حق هيئات التدريس والإدارة. وطبعا غنى عن التوضيح مسألة ضرورة استلام التلاميذ كتبهم الدراسية مع بدء العام الدراسى، فضلا عن توفير أطقم المدرسين لكل مدرسة دون نقصان أو عجز، وبهذا سيكون عام 23/24 الدراسى عام الانضباط الكامل بإذن الله.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: