فى الاحتفال بيوم «تفوق جامعات مصر»، كانت الرسالة واضحة.فلم يعد الأمر متعلقا فقط بمدى اهتمام الدولة بالتعليم العالى ورفع مستوى الجامعات المصرية، ولكن أيضا بالتركيز على العلاقة التى يجب أن تربط بين التعليم الجامعى وتقدم المجتمع، وأيضا بين البحث العلمى والصناعة، وكذلك بين المشروعات الجامعية، والمشروعات التنموية الكبرى التى تنفذها الدولة لتحسين مستوى مواطنيها.
هذه هى النقطة الغائبة التى كانت تعانيها الجامعات منذ عقود طويلة، وهى الفجوة بين التعليم الجامعى من ناحية واحتياجات سوق العمل وتنمية المجتمع من ناحية أخري، فما الفائدة من أعداد كبيرة من الخريجين الجامعيين والتى لا تحتاج إليها سوق العمل. ولا جدوى أيضا من بحث علمى ومشروعات أكاديمية طالما أنها لا علاقة لها باحتياجات القطاع الصناعي، وأهداف الدولة، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا برفع مستوى جودة التعليم الجامعي، والبحث العلمي.
وخلال زيارته أمس إلى جامعة قناة السويس ضمن الاحتفال بـ «يوم تفوق جامعات مصر»، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحا فى إبراز هذه الرؤية، وبخاصة عندما أكد لأعضاء المجلس الأعلى للجامعات أنه لم يأت ليستمع إلى «كلام جميل» فحسب، وأيضا حديثه عن العلاقة بين «الشهادة» الجامعية لبعض الكليات، وفرص العمل المتاحة، وكذلك حديثه عن ضرورة طرح الأفكار العلمية لمواجهة التحديات التى تواجه الدولة.
وفى هذا الإطار، استمع الرئيس خلال الزيارة إلى شرح من رئيس جامعة القاهرة حول الجهود التى تبذلها الجامعة لرفع تصنيفها فى المؤشرات الدولية لجامعات العالم، واستمع إلى شرح من رئيس جامعة الإسكندرية لجهود ربط البحث العلمى بالصناعة، كما أطلع المجلس الأعلى للجامعات الرئيس على موقف اعتماد الجامعات المصرية من المؤسسات الدولية.
ولا شك فى أن رسائل الرئيس تؤكد أن قطاع التعليم العالى فى مصر يحظى بدعم كبير واهتمام غير مسبوق من جانب القيادة السياسية، وهو ما ظهر واضحا من خلال حدوث تطوير كبير فى هذا القطاع، من أبرز مظاهره تلك الشراكات بين الجامعات المصرية ونظيراتها العالمية، وتحسن ترتيب الجامعات المصرية فى التصنيفات العالمية، والتحول لجامعات الجيل الرابع، وكذلك التطور الكبير الذى ظهر بشكل خاص فى المستشفيات الجامعية، وهو ما لا يمكن فصله على الإطلاق عما جاء فى رؤية «مصر 2030» من أهداف.
ولا شك فى أن كل خطوة يتم اتخاذها على الطريق الصحيح فى قطاع التعليم الجامعى على وجه التحديد، سواء على مستوى الطالب، أو على مستوى الأستاذ الجامعي، أو على مستوى المؤسسات التعليمية بأكملها، تصب فى النهاية فى مصلحة رسم صورة مبشرة لمستقبل أفضل لمصر، تؤهلها لأن تكون فى مصاف الدول المتقدمة.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: