تتسم العلاقات بين مصر والصين بالشراكة الإستراتيجية المتميزة التى تنبع من قوة ومتانة وتشابك العلاقات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية, والتاريخ المشترك بينهما, كذلك من توافق الرؤى والتوجهات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والعالمية وكذلك من الإرادة السياسية المشتركة فى تطوير تلك العلاقات بشكل مستمر لتعزيز مصالح شعبى البلدين.
وفى هذا السياق جاءت زيارة الوفد الصينى رفيع المستوى برئاسة لى شى عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسى باللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى, لمصر ولقاؤه مع الرئيس السيسى, فى سياق الطفرة الكبيرة التى شهدتها العلاقات خلال السنوات الأخيرة على جميع المستويات وفى إطار آلية التشاور والتنسيق المستمر.
فعلى المستوى الاقتصادى شهدت العلاقات نقلة نوعية حيث وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 16 مليار دولار العام الماضى, وهناك العديد من الاستثمارات الصينية فى مصر, خاصة فى المشروعات القومية الكبرى مثل محور التنمية فى قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وكذلك فى قطاعات النقل والتكنولوجيا, وتعد مصر بوابة الصين للشرق الأوسط وإفريقيا, كما أن الصين تعد بوابة مهمة لمصر لوسط وشرق آسيا. ولاشك أن انضمام مصر لعضوية البريكس التى تضم الصين وروسيا والهند, تمثل إطارا مهما لتنشيط وتعزيز التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى بين البلدين والتعاون فى مجالات التكنولوجيا, كما أن هناك تعاونا كبيرا بينهما فى مجال التحول نحو الاقتصاد الأخضر والهيدروجين الأخضر، والتوسع فى مصادر الطاقة النظيفة المتجددة, فى إطار جهود البلدين نحو مواجهة التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وعلى المستوى السياسى تتوافق الرؤى المصرية والصينية حول ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمى والعالمى ووقف الصراعات والنزاعات وحلها بالطرق السلمية فى إطار قواعد القانون الدولى.
ولذلك فإن العلاقات المصرية الصينية تتمتع بخصوصية كبيرة حيث تعد نموذجا مهما فى إدارة العلاقات الدولية وتعزيز المصالح المشتركة.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: